رشوةٌ مرتقبةٌ من نظام الأسد قبل الانتخابات

كما نعلم في سوريا، فإن للمخابرات الدور الأول في رسم استراتيجيات الإعلام الخاضع للنظام السوري، فما بالك لو كان هذا الإعلام من قبيل صحيفة "الوطن" المملوكة لابن خالة الأسد، رامي مخلوف.

يمكن للمتتبع لإعلام النظام، وذلك الموالي له، خاصة صحيفة "الوطن"، أن يلحظ في الأيام الأخيرة تركيزاً على انتقاد أداء الفريق الاقتصادي والنقدي في حكومة الأسد حيال قضية رفع سعر ليتر البنزين، وضبط سعر الدولار. أُضيف إليهما أمس الترويج لاحتمالات رفع الرواتب، التي سرت في بعض صفحات الفيسبوك، وتحدثت عنها "الوطن".

وهكذا يبدو أن صحيفة "الوطن" تهيئ المواطن السوري لرشوة مرتقبة سيقدمها بشار الأسد للسوريين الخاضعين لسيطرة نظامه، إما عبر رفع الرواتب، أو ربما عبر تخفيض سعر بعض أنواع المحروقات، خاصة البنزين.

فحملة صحيفة "الوطن" ضد قرار رفع سعر ليتر البنزين، كانت واضحة. فبعد أن تحدثت عن مرابح الحكومة منها، وتساءلت ماذا لو انخفض سعر صرف الدولار الذي استخدمه المسؤولون لتبرير رفع سعر البنزين، نقلت الصحيفة عن رئيس جمعية حماية المستهلك أن الجميعة رفعت كتاباً لرئاسة حكومة الأسد، تطالب فيها الأخيرة بالعدول عن قرار رفع سعر ليتر البنزين، لما يحمله من تداعيات سلبية على معيشة المواطنين.

في الوقت نفسه، أفردت الصحيفة اليوم تقريراً خاصاً يتحدث عن إشاعة انتشرت في أوساط صفحات "فيسبوكية" موالية، عن زيادة مرتقبة في رواتب العاملين في الدولة، قد تصل إلى 50%.

وكما أن ناشطين توقعوا أن التخفيف من الحصار على السلع الغذائية الداخلة إلى المناطق المحاصرة في ريف دمشق تنبئ برغبة نظام الأسد في تحسين صورته أمام سكان تلك المناطق، ودفعهم إلى المصالحة لتهدئة الأجواء في العاصمة تمهيداً للانتخابات، يعتقد آخرون أن بشار الأسد يعتزم، على ما يبدو، القيام بخطوة ما، يظهر معها أنه يهتم لمعيشة السوريين، كزيادة الرواتب، أو توجيه الحكومة بتخفيض سعر ليتر البنزين.

لكن من غير المتوقع أن ينعكس ذلك إيجاباً، بالفعل، على حياة السوريين، ذلك أن سيناريو زيادة الرواتب المجرّب مراراً، عادةً ما ينعكس سلباً، عبر زيادة الأسعار التي تلتهم السيولة المُضافة إلى جيوب السوريين بسرعة، وربما تفوقها. أما سيناريو خفض سعر البنزين، فمن غير المتوقع أن يعكس صعود الأسعار، التي ارتفعت، خاصة على صعيد أجور النقل. ففي سوريا، لم يعتد الناس أن ينخفض سعر سلعة ما في حال ارتفاعها، إلا ما ندر.

بكل الأحوال، يبدو أن السوريين على أبواب رشوة مُرتقبة من جانب بشار الأسد وحكومته، تهدف إلى تلميعه على أنه شخص يُعنى بشعبه، لإتمام مسلتزمات مسرحية الانتخابات التي يجري إعدادها حالياً على قدم وساق.

ترك تعليق

التعليق