مشاغل السوريين في "6 أكتوبر" تعود للازدهار

لاحظ مراسل "اقتصاد" عودة نشاطات السوريين في مدينة 6 أكتوبر قرب القاهرة، بمصر، إلى سابق عهدها، نسبياً. إذ عادت محلات المأكولات الدمشقية تحديداً للنشاط بقوة.

وفي إحدى شوارع 6 أكتوبر ينافس محل بروستد سوري فرعاً لمطعم "جاد" المصري الشهير، ويحقق إقبالاً يفوق نظيره المصري، في معظم أوقات النهار.

وكانت 6 أكتوبر قد شهدت ازدهاراً كبيراً قبل صيف العام الماضي، وتحولت لتشكّل أكبر تجمعٍ للسوريين في مصر، قبل أحداث الانقلاب على الرئيس السابق محمد مرسي، والتي رافقتها حملة إعلامية شعواء ضد السوريين اتهمتهم بالوقوف مع الإخوان المسلمين، وأدت إلى تعرضهم لاعتداءات عديدة، بعضها في 6 أكتوبر قرب القاهرة، تلى ذلك هجرة ملحوظة للسوريين من مصر إلى تركيا، قبل أن تعود الأوضاع إلى الهدوء نسبياً.

وفي هذا السياق، أخبرنا حمدي، صاحب أحد محلات "الفلافل" السورية في 6 أكتوبر، أنه في الفترة التي تلت أحداث الانقلاب على مرسي، تعرضت محلات السوريين في المدينة لحملة مقاطعة من جانب المصريين، كما أن معظم أصحاب المشاغل من المصريين باتوا يرفضون تشغيل سوريين لديهم. لكن حمدي يؤكد أن الأوضاع الآن عادت للهدوء بصورة ملحوظة، ويمكن القول بأن الأحوال رجعت إلى طبيعتها السابقة، معللاً ذلك بأن الشعب المصري "طيب" بطبيعته، ويحب السوريين، لكن ما حدث في الصيف الماضي كان نتاج حملة تحريض إعلامي كثيفة.

وتبقى 6 أكتوبر قِبلة محببة للكثير من السوريين بمصر، بحكم تواجد كثيف لأقرانهم فيها، إلا أن ارتفاع أسعار الإيجارات الكبير، والذي بات سمّة هذه المنطقة منذ توافد السوريين إليها قبل سنتين، يؤثر سلباً في قدوم المزيد منهم للإقامة فيها.

وتزدان أسواق 6 أكتوبر ومناطقها الرئيسية بالكثير من المحلات والمطاعم السورية الشهيرة، بحيث شكلت عبئاً ثقيلاً على منافسيهم من المصريين، وكان ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى احتقان ملحوظ من جانب بعض المصريين حيال تواجد السوريين الكثيف في تلك المدينة من مصر. تأجج هذا الاحتقان مع الاتهامات التي طالت السوريين مطلع الصيف الماضي، لكنه عاد للبرود بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.

وتقدّر بعض الجهات غير الرسمية أعداد السوريين في مصر بحوالي مليون لاجئ، بينما تتحدث المصادر الرسمية عن 150 ألف سوري مسجلين بصورة رسمية في مفوضية اللاجئين.

ترك تعليق

التعليق