مياه الشرب أزمة جديدة ومصدر قلق يهدد سكان دمشق وريفها

كارثة جديدة طرقت أبواب سكان دمشق وريفها خلال الأسابيع الماضية، والتي تمثلت بعدم وصول مياه الشرب إلى منازلهم بسبب انقطاعها إلى مايقارب الـ 20 ساعة في اليوم، وهو ما أدى إلى لجوء السكان لصهاريج المياه التي اعتبر أصحابها أنها فترتهم الذهبية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح.

ولعل انقطاع مياه الشرب، والذي يتزامن اليوم مع زيادة ساعات تقنين الكهرباء في دمشق وريفها إنما أظهر وبشكل سافر ضعف التنسيق بين المؤسسات الحكومية، حيث ألقت وحدات المياه باللوم على انقطاع الكهرباء، وعدم توفر مادة المازوت لديها، حيث أشار أحد مسؤوليها في تصريح له لإحدى المواقع التابعة للنظام:"لا يوجد كهرباء، لا يوجد مازوت، كيف نشغل المضخات، سيتم تأمين المياه لكل تجمع سكني لمدة يوم واحد وسيتم قطع المياه عن نفس التجمع السكني لمدة ثلاثة أيام وهكذا دواليك".

ولعل تصريح المسؤول إنما يدل على كارثة حقيقة يعيشها وسيعيشها سكان العاصمة وريفها خلال الفترة المقبلة حيث أشار أحد قاطني حي الدويلعة إلى أنهم محرومون من المياه منذ أسابيع بعد أن فرغت خزاناتهم، واستنفر أصحاب صهاريج المياه جيوبهم.

وهو ما أكدته (د.ن) وهي من سكان حي التجارة والتي عبّرت عن استغرابها من غياب التنسيق بين مؤسسة المياه ووزارة الكهرباء، مبينة أن المشكلة يمكن أن تحل في حال اتفق الطرفان على ضخ المياه إلى المنازل خارج أوقات تقنين الكهرباء التي تصل إلى تسع ساعات في بعض الأيام حتى سيتمكن السكان حينها من تعبئة خزاناتهم، مشيرة إلى أنّ وضع المياه بات يشكل مصدر قلق حقيقي لهم.

وعلى اعتبار أنّ عدم وصول المياه إلى المنازل بات أمرأ واقعاً اضطر المواطنون للجوء إلى الصهاريج التي باتت تتجول في العاصمة حيث كان تواجدها مقتصراً على الأرياف فقط، بل إنها تتنافس في رفع أسعارها مستغلة هذا الظرف الذي يعيشه المواطنون، حيث وصل سعر 200 ليتر من المياه يصل إلى 250 ل.س.

ولعل حال سكان دمشق لم يكن بأفضل من حال ريفها الواقع تحت سيطرة النظام، ففي مدينة جرمانا التي يعاني سكانها منذ زمن نقصاً في المياه، حيث تصل ثلاث مرات في الأسبوع إلى منازلهم فقط، فإن معاناتهم اليوم زادت خاصة مع وصول ساعات تقنين الكهرباء إلى 12 ساعة، وهو ما دفع أحد السكان المدينة للقول إنّ أزمة المياه استطاعت أن تضاهي قذائف الهاون التي تنهال على جرمانا يومياً فبات تأمينها الشغل الشاغل للأهالي.

يذكر أن أزمة وصول المياه إلى دمشق بدأت مع أزمة الكهرباء وزيادة ساعات التقنين التي خضعت لها المدينة وريفها منذ استهداف خط الغاز في القلمون وهو ما يحول اليوم دون تشغيل مضخات المياه لإيصالها إلى المنازل.

ترك تعليق

التعليق