"كي يلتزموا بحفظ أعراضهم": السوريون بحاجة للأسد!

لا يخجل موالو الأسد من استخدام أي شيء، وفعل أي كان، بما يخدم مصالح زعيمهم، وتلويث سمعة معارضيه، حتى لو كان ذلك يعني المسّ بأعراض مئات آلاف السوريات، والحطّ من تقدير السوريين لقيمة "الشرف".

"...عدد اللاجئين في مخيم الزعتري قد يصل إلى المليون لاجئ، معظم النساء فيه تعرضن لكل أنواع الإتجار والاغتصاب...".

هكذا، وبكل "صفاقة"، وبنهجٍ "قذرٍ" من التعميم، يتحدث حسين نوفل، رئيس قسم الطب الشرعي بجامعة دمشق، عبر صحيفة "الوطن" الموالية للأسد، والتي لم تكتفِ بتصريحات نوفل، بل أوردت تصريحات لمصدرٍ آخر في الطب الشرعي، يبدو أنه كان "خجلاً" من نفاقه للنظام، فلم يعلن عن شخصه الحقيقي، أو ربما اختلقته الصحيفة ذاتها، لتعزّز تصريحات نوفل الكارثية، فكان المصدر الثاني "مجهولاً"، ونهش بأعراض اللاجئات السوريات في دول الجوار قائلاً بأن "40% من الفتيات اللواتي لم يتجاوزن الثامنة عشرة تعرضن لكل أنواع الاغتصاب الجنسي مؤكداً أن هناك حالات من الفتيات تزوجن أربع مرات في السنة".

وزيادةً في "الصفاقة"، توعد نوفل الدول الداعمة للمعارضة السورية، وتلك المُستضيفة للاجئين السوريين في الأردن وتركيا، بجمع الأدلة والوثائق التي ستمكنه من رفع دعوى أمام محاكم دولية نظراً لأدوار تلك الدول في الاعتداءات الجنسية على السوريات، حسب ما صرح.

وهكذا يبدو أن أعراض السوريات أيضاً لم تسلم من المتاجرة من جانب مسؤولي النظام، بما يخدم مصالح الأخير السياسية.

نوفل، الذي توعد بجمع الأدلة والوثائق، مما يعني أنه لا يملكها الآن، لم يمنعه ذلك من النهش في أعراض السوريات، بصورة فيها تعميم هائل، مستخدماً تعبير "معظم النساء".

والكارثة الأكبر، أن هذا الرجل، الذي يُفترض أن يتحلى بشيء من الموضوعية والميل للتوثيق، بحكم موقعه الوظيفي، "رئيس الطبابة الشرعية في جامعة دمشق"، قال بأن مخيم الزعتري يحوي مليون لاجئ سوري، رغم أن الأخير أُغلق أمام تدفق السوريين منذ فترة وجيزة، بعد أن وصل تعداد السوريين فيه إلى 108 آلاف نسمة. مما يؤكد بأن نوفل لا يملك أي "حسٍ موضوعي" أو "عقل توثيقي"، ولو كان كذلك، لكان عرف على الأقل تعداد السوريين في الزعتري.

نوفل الذي أكد بأنه يعمل على توثيق الأحداث المتعلقة باغتصاب السوريات والمُتاجرة بهن في الزعتري، رغم أنه لا يعرف عدد سكانه من السوريين بعد!، تحدث أيضاً عن المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، مؤكداً أنها تشهد اعتداءات جنسية غير مسبوقة، ليختم بما يُظهر الغاية من جملة حديثه، وهو أنه حينما تغيب الدولة (طبعاً هنا يقصد النظام)، تنتشر العصابات بشكل كبير، وهذا ما يحدث في المناطق الساخنة، حسب نوفل.

لكن المشكلة لدى نوفل لا تنحصر على ما يبدو، بانحصار سلطة "الدولة"، بل تتعلق بهويات مناطقية محددة، مناوئة للنظام، بحيث يمكن وصمها بأكملها، بأنها بيئات تتقبل المتاجرة بأعراض نسائها. فنوفل يؤكد بأن هناك أزواجاً يتاجرون بنسائهم في المخيمات التركية، وأن الأرقام هناك تشير إلى "تفشي هذه الظاهرة بشكل لا يقبله العقل البشري".

وهكذا يمكن أن نفهم غاية حديث نوفل، وغاية تقرير "الوطن" ومصدرها "المجهول" الآخر في الطب الشرعي، فهم يريدون أن يقولوا لنا، بأن السوريين، حينما تغيب سلطة "الأسد" عنهم، مستعدون للمتاجرة بأعراضهم!

وهكذا يبدو أن صحيفة "الوطن" تمهد لشعار انتخابي مُحتمل في حملة الأسد المُرتقبة للانتخابات الرئاسية، المهزلة، يكون "انتخبوا حامي أعراضكم...من أنفسكم"!!

يبقى أن نختم بالتذكير بأن نوفل كان حريصاً على التأكيد بأن المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام حظيت بنسب اعتداءات جنسية واغتصاب، محدودة للغاية، مقارنة بالمناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، وفي المخيمات التركية والأردنية!

ترك تعليق

التعليق