الزميل الجعفري لـ "أورينت": لا تأثير للعقوبات الأمريكية الأخيرة على النظام

في نشرة أخباره اليومية، وفي الحيز المخصص للاقتصاد، استضاف راديو أورينت السوري، أحد محللي "اقتصاد" للحديث عن آثار العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة أخيراً على نظام الأسد، وفيما إذا كانت ستؤثر إيجاباً لصالح الثورة السورية.

وفي معرض إجابته، أكد إياد الجعفري أن هذا النوع من العقوبات لا تأثير له على النظام السوري، فهناك عقوبات مفروضة على سوريا منذ أكثر من عشر سنوات، وعقوبات على المصرف التجاري السوري منذ عام 2006، وهناك قرارات بتجميد أصول الحكومة السورية في المصارف الأمريكية منذ بدايات الثورة في سوريا. لكن كل ذلك لم يغير من سياسات الأسد، بل على العكس، يستخدم الأسد هذه العقوبات للاستدلال بها على أنه يواجه مؤامرة غربية، تقودها الولايات المتحدة، وأن المعارضة تابعة للغرب، وتتآمر على بلادها.

وأضاف الجعفري، أن لهذا النوع من العقوبات صدى إعلاميا فقط، ربما يخدم النظام، أكثر مما يخدم المعارضة. واستطرد بأن التبادلات التجارية السورية -الأمريكية منذ ما قبل الثورة محدودة للغاية، ودمشق لا تبيع نفطا للأمريكيين، وبالنسبة للأرصدة ومنع السفر إلى أمريكا، فمعظم المسؤولين والمتنفذين السوريين الذين لهم أرصدة في البنوك الأمريكية، لا بد أنهم احترزوا في وقت مبكر ونقلوا هذه الأرصدة لبلدان أخرى.

وأكد بأن للنظام السوري خبرة عتيدة في التحايل على العقوبات الدولية، منذ الثمانينات، خاصة إذا كانت هذه العقوبات من جانب واحد، كحال العقوبات الأمريكية الحالية، أي أنها ليست بقرار دولي، ولا تُلزم دول العالم الأخرى بها، على خلاف نموذج العقوبات على إيران، التي أضرت بالأخيرة، لأنها كانت عقوبات دولية بقرار من مجلس الأمن.

وفي ردّه على سؤال حول طبيعة الأضرار التي قد تطال النظام السوري من وراء هذا النوع من العقوبات، أكد بأن مؤسسات الدولة السورية، تتضرر أكثر مما يتضرر النظام، فمؤسسة الطيران السورية مثلاً تضررت من العقوبات الغربية. وختم بأن هذه العقوبات لا تُفيد الثورة، وأنها مجرد رسالة سياسية –إعلامية أمريكية، لا تحمل آثاراً فعّالة على نظام الأسد.

وبهذا الصدد، علّق إياد الجعفري، في إضافة لـ "اقتصاد"، أن نظام الأسد منذ بدايات الثورة، يعتمد بصورة كبيرة على الدعم السياسي والمالي واللوجستي، من جانب حلفائه، فهو يتواصل اقتصادياً، وبقوة مع العراق المتحالف معه بصورة غير معلنة تحت إدارة المالكي، إضافة إلى الدعم المالي من إيران، وهو يعزز بالتزامن مع ذلك، علاقاته الاقتصادية مع دول البريكس، كالهند وماليزيا وأندونيسيا، ناهيك، بطبيعة الحال، عن الصين وروسيا. كل ذلك يعين نظام الأسد على التحايل على العقوبات الأمريكية والغربية.

وفي نهاية المطاف، لا بد أن إيران تفيد النظام السوري الآن بخبرتها الطويلة مع العقوبات الغربية عليها، إذ تتعامل إيران، وكذلك نظام دمشق، مع شركات ومؤسسات اقتصادية عالمية، عبر وسطاء وسماسرة، مما يسمح لهم بالنفاذ خارج أطر العقوبات المفروضة عليهم.

يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت منذ يومين عقوبات على بنك روسي لتعاملاته مع نظام الأسد، كما فرضت عقوبات على ستة مسؤولين بحكومة الأسد، وعلى مصفاتي حمص وبانياس.

كما مدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أخيراً، العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ عشر سنوات، وذلك حتى أيار من العام القادم. وهي العقوبات التي تحظر تصدير معظم المنتجات التي تحتوي 10% من المكونات المصنوعة أمريكياً، إلى جانب العقوبات على المصرف التجاري السوري، وعلى عدد من المسؤولين ورجال الأعمال السوريين.

ترك تعليق

التعليق