موسكو تشترط دفع كييف لديونها قبل التفاوض على الغاز

قال نائب وزير الطاقة الروسي أناتولي يانوفسكي أمس إن موسكو مستعدة لإجراء مزيد من المفاوضات مع أوكرانيا بخصوص الغاز ولكن بعد تسديد كييف ديونها العالقة المترتبة على استيراد الغاز من روسيا.

وذكر ناطق باسم شركة «غازبروم» الروسية أن صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا ظلت مستقرة أمس. وكانت «غازبروم» أعلنت الأسبوع الماضي أن أجل مدفوعات أوكرانيا المستحقة عن إمدادات الغاز في نيسان/ أبريل حل وأن إجمالي ديون كييف مقابل استيراد الغاز الروسي تبلغ 3.51 بليون دولار.

وتؤمّن «غازبروم» نحو 30 في المئة من الغاز المستهلك في أوروبا وتنقل نصف هذه الكمية عبر الأراضي الأوكرانية. وكان مقرراً أن يجتمع في وقت لاحق أمس خبراء من الاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا للبحث في أمن إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.

وحذرت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في مقابلة أجرتها معها صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية، من أن الأزمة الأوكرانية قد تكون لها «عواقب اقتصادية وخيمة». وقالت إن «الأزمة الأوكرانية تشكل خطراً لا يزال يصعب علينا جداً قياس حجمه، ولا يمكن على الإطلاق توقع خطر انتقالها إلى دول أخرى. لكن قد تكون لها مع ذلك عواقب اقتصادية وخيمة».

واستقبلت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل لاغارد أمس في برلين، إلى جانب مسؤولي أربع هيئات دولية كبرى هي منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومكتب العمل الدولي، للبحث وضع الاقتصاد العالمي في لقاء سنوي يعقد منذ 2007.

وأضافت لاغارد في المقابلة الصحافية إن «الأزمة الجيوسياسية في أوكرانيا لها تأثيرات في الاقتصاد الدولي وفي الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ولها عواقب على تدفق رؤوس الأموال الدولية وعلى إمدادات الطاقة في أوروبا لأن أوكرانيا دولة تمر عبر أراضيها شحنات الطاقة». ورأت أن برنامج المساعدة البالغة قيمته 17 بليون دولار الذي وافق صندوق النقد على منحه إلى أوكرانيا لن يكون كافياً.

وأوضحت أن «أوكرانيا في حاجة لأكثر من 17 بليون دولار بكثير، على شكل مساعدات ثنائية، مثلاً، تأتي من الخارج أو مساعدات مالية من جانب منظمات مالية دولية»، معتبرة أن «المجتمع الدولي لا خيار له». وأضافت: «لا يمكننا أن نكتفي بالقول إن الوضع حساس جداً لنتمكن من تقديم الأموال الآن».

والأحد، صوت الانفصاليون الموالون لروسيا في حوض دونباس (شرق أوكرانيا) بـ «نعم» كثيفة للاستقلال، في استفتاء وصفته كييف والغرب بأنه «مهزلة». وتكمن خشية السلطات الأوكرانية والغربيين من هذا الاستفتاء في تكرار سيناريو مماثل لذلك الذي أدى في آذار (مارس) إلى ضم القرم إلى روسيا ما أغرق الغرب وروسيا في أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الباردة.

ترك تعليق

التعليق