روسيا ستحترم نتيجة الاستفتاء الانفصالي في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته

دعت روسيا الاثنين إلى احترام إرادة السكان في شرق أوكرانيا غداة "نعم" كثيفة في استفتاء انفصالي، في حين وسع الاتحاد الأوروبي من جهته نطاق عقوباته ممهدا في الوقت نفسه لمحاولات وساطة.
وفيما طلب زعيم الانفصاليين في دونيتسك بشرق البلاد من روسيا التفكير في السماح لهذه المنطقة بالانضمام إليها، كررت واشنطن عدم اعترافها بالاستفتاء "غير القانوني".
ويتوقع وصول مسؤولين أوروبيين، بينهم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء إلى أوكرانيا، وقد يعقد لقاء بين الحكومة والانفصاليين الأربعاء برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي هذه الأثناء، قرر الاتحاد الأوروبي الاثنين توسيع قائمة عقوباته على خلفية الأزمة الأوكرانية في غياب تراجع التوتر في أوكرانيا، وذلك غداة إجراء استفتاء على الاستقلال في شرق أوكرانيا.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أنه تمت إضافة أسماء 13 شخصية روسية أو موالية للروس إلى قائمة الـ48 شخصا المستهدفين بعقوبات خصوصا حظر الحصول على تأشيرة وتجميد الأرصدة، بينها مساعد رئيس إدارة الكرملين فياتشيسلاف فولودين.
وللمرة الأولى منذ بدء الأزمة الأوكرانية، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شركتين: شركة كيرنومورنفتغاز التي سبق أن استهدفتها العقوبات الأميركية وشركة فيودوزيا للنفط.
من جهته أعرب الرئيس السابق لمجموعة يوروغروب والمرشح المحافظ لرئاسة المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الاثنين في مدريد عن تأييده لتشديد العقوبات ضد روسيا التي "تستخف بالقانون الدولي" في اوكرانيا.
وأعلن الزعيم الانفصالي دنيس بوشيلين الإثنين أن منطقة دونيتسك الأوكرانية أصبحت دولة مستقلة وطلب من روسيا التفكير في السماح لها بالانضمام إليها.
وصرح بوشيلين للصحافيين "انطلاقا من التعبير عن إرادة شعب جمهورية دونيتسك الشعبية، ولاستعادة العدالة التاريخية، نطلب من روسيا الاتحادية التفكير في مسألة أن تصبح جمهورية دونيتسك الشعبية جزءا من روسيا الاتحادية".
وفي وقت سابق، أعلنت روسيا أنها تحترم "التعبير عن إرادة السكان" في شرق أوكرانيا، متحدية بذلك العواصم الغربية.
ولا تحمل النتائج الأولى لهذا الاستفتاء غير القانوني في نظر كييف والمجتمع الدولي، أي مفاجأة.
وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك أعلنوا في وقت متأخر الأحد أن حوالى 90% أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء مع نسبة مشاركة تقارب 75 بالمئة. وحققت الـ"نعم" في منطقة لوغانسك المجاورة نتيجة أعلى أيضا.
وقال الكرملين في بيان "نحترم في موسكو التعبير عن إرادة شعوب منطقتي دونيتسك ولوغانسك وننطلق من مبدأ أن يتم التطبيق العملي لنتائج عمليتي الاستفتاء بشكل متحضر وبدون أي عودة للعنف، عبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك".
واستبعد وزير الخارجية سيرغي لافروف الاثنين إمكانية إجراء محادثات دولية جديدة معتبرا أنه "لا معنى لها".
وأضاف أن روسيا لا ترى فائدة من إجراء محادثات دولية جديدة حول أوكرانيا بدون ممثلين عن المناطق الانفصالية في شرق البلاد.
وقال لافروف إن "الاجتماع مجددا في صيغة رباعية (روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) ليس له فعليا أي معنى"، مضيفا "لا شيء سينجح إذا لم يتم اشراك المعارضين للنظام في حوار مباشر حول إيجاد مخرج للأزمة".
في المقابل، نددت الولايات المتحدة بـ"الاستفتاء غير القانوني" الذي نظمه الانفصاليون في شرق أوكرانيا، معتبرة أنه يؤدي إلى "انقسام وفوضى".
وجرى الاستفتاء على الرغم من أن الغرب وكييف وصفاه بأنه "غير شرعي" لكنه قد يؤدي بحكم الأمر الواقع إلى انفصال جديد في أوكرانيا بعد انضمام جمهورية القرم إلى روسيا الاتحادية في آذار/مارس.
وعبر الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركالتر في إطار زيارة إلى بروكسل الإثنين أمام وزراء الخارجية الأوروبيين عن "ثقته" في "رغبة" مختلف الأطراف ومنها موسكو في بدء "حوار" بهدف إنهاء الأزمة.
اقتصاديا، هددت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" الاثنين بوقف شحنات الغاز الطبيعي إلى أوكرانيا ابتداء من 3 حزيران/يونيو، إذا لم تسدد كييف بحلول هذا التاريخ وفي شكل مسبق ثمن شحنات الغاز عن الشهر المذكور.
ميدانيا، سمع دوي عدة انفجارات الاثنين في سلافيانسك معقل المتمردين المسلحين في شرق أوكرانيا.
واستؤنفت المعارك في اندريفكا على "خط الجبهة" عند المدخل الجنوبي لهذه المدينة التي تعد 110 آلاف نسمة والتي تطوقها القوات الأوكرانية في إطار "عملية مكافحة الإرهاب" التي أطلقتها في 2 أيار/مايو كما أعلنت ستيلا كوروشيفا الناطقة باسم المتمردين في سلافيانسك.
وندد الرئيس الأوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الاثنين بالاستفتاء قائلا إن "المهزلة التي يطلق عليها الانفصاليون الارهابيون تسمية استفتاء ليست سوى دعاية هدفها التغطية على الجرائم والخطف والعنف وجرائم أخرى خطيرة".
وإذ أورد تقديرات للشرطة، أكد أن 24 بالمئة فقط من الناخبين في منطقة لوغانسك و32 بالمئة في منطقة دونيتسك شاركوا في التصويت.
وأضاف أن سلطات كييف "ستواصل الحوار مع الذين لم تلوث أيديهم بالدم في شرق أوكرانيا وهم على استعداد للدفاع عن أهدافهم بطريقة قانونية".
ودعا الانفصاليون المسلحون الأحد السكان في حوض دونباس (7,3 ملايين نسمة) الذي يسيطرون على كبرى مدنه، للمصادقة على مشروع "استقلال الجمهوريتين الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد: دونيتسك ولوغانسك.
والسلطات الأوكرانية مصممة على إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المرتقبة في 25 ايار/مايو وتتهم روسيا بالسعي إلى نسفها. ويرفض المتمردون هذه الانتخابات ويصفون الحكومة الموقتة التي تتولى السلطة منذ سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفتيش في نهاية أيار/مايو بأنها "فاشية".
والاثنين أعلن الزعيم الانفصالي دنيس بوشيلين غداة الاستفتاء حول استقلال منطقة دونيتسك والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، أن الانتخابات الرئاسية المتوقعة في 25 ايار/مايو في أوكرانيا "لن تحصل في جمهورية دونيتسك الشعبية".
وأضاف أن الانفصاليين لا يعتزمون تنظيم استفتاء ثان الأسبوع المقبل حول ضم المنطقة إلى روسيا على ما جاء في شائعة سرت في وقت سابق.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة كومرسانت الاثنين، اتهم ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين الغربيين بأنهم يريدون مع هذه الانتخابات "إغلاق المسالة القانونية بشان شرعية الانقلاب الذي نظموه".
وتطرق إلى سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في نهاية شباط/فبراير بعد ثلاثة أشهر من التظاهرات الموالية للغرب التي انتهت بحمام دم في كييف.
ودعا يانوكوفيتش اللاجىء إلى روسيا، مجددا الاثنين السلطة في كييف إلى وقف محاولاتها لاستعادة السيطرة على مناطق شرق البلاد.
وقال بحسب وكالة انترفاكس إن "الطغمة الدموية قتلت أكثر من 300 مدني مسالمين".

ترك تعليق

التعليق