تعزيزاً لنظرية "سوريا المفيدة": الأسد يقرر إنشاء جامعة لـ"حماه"

تختلف النظريات والسيناريوهات التي تحاول تفسير استراتيجيات نظام الأسد في رسم مستقبل البلاد تحت وطأة حكمه. ومن هذه النظريات تلك التي تحمل عنوان "سوريا المُفيدة"، والتي تقول بأن الأسد يسعى للاحتفاظ بالأجزاء الأكثر حيوية وأهمية بالنسبة له، ولأنصاره، من التراب السوري، والاستغناء عن المناطق والمحافظات الأكثر بعداً عن نقاط تمركز موالييه.

ويدلل أنصار هذه النظرية على صحتها بالكثير من المؤشرات، منها إصرار نظام الأسد على السيطرة الكاملة على محافظات ومناطق بعينها، والدفع بإمكانيات هائلة من جانبه لتنفيذ ذلك، مقابل التساهل في الدفاع عن مناطق أخرى، والتخلي عن بعضها بسهولة ملحوظة.

ومن المحافظات التي يُعتقد أن نظام الأسد يهتم لأمرها، محافظة حماه في وسط سوريا.

ورغم أن البيئة الاجتماعية السائدة في مدينة حماه، مناوئة بشدة لنظام الأسد، وبصورة تاريخية، تمتد لعقود، إلا أن حواضن اجتماعية ميالة للأسد، وموالية له، تطغى بصورة كبيرة على معظم ريف المدينة، وتحيط بمعظم مداخلها.

وباستثناء ريف حماه الشمالي، يسيطر نظام الأسد على معظم ريف حماه بصورة كبيرة، أو مقبولة.

ومع هدوء المدينة النسبي منذ قمع المظاهرات السلمية فيها بقوة، وعدم دخولها على خط المقاومة المسلحة، يبدو أن نظام الأسد يراهن على اقتطاع كامل المحافظة، أو معظمها، لصالح الكيان المأمول من جانبه.

وفي هذا السياق، يأتي قرار الأسد بتأسيس جامعة جديدة في محافظة حماه، تتركز في المدينة، وتتكون من 11 كلية.

بطبيعة الحال، وبعيداً عن مدى دقّة نظرية "سوريا المُفيدة"، يسعى نظام الأسد، كما يتضح للمراقب عن كثب، لأن يُولي عناية نسبية للمناطق الخاضعة لسيطرته، مقابل قصف وتدمير المناطق الخاضعة للمعارضة، على امتداد التراب السوري، وذلك بغية تخيير السوريين غير المحسوبين عليه، ممن هم مقيمون في مناطق سيطرته، بين خيار الخضوع له مقابل أمن نسبي واستقرار معيشي وخدمي مقبول، وبين تدمير وقصف كارثي يطال كل مفاصل الحياة.

وبذلك يعزز نظام الأسد استقراره في مناطق سيطرته، ويعزز عوامل خضوع السوريين في تلك المناطق لسيطرته خشيةً من أن يعيشوا تجارب مريرة تماثل ما تعيشه مناطق محاصرة، وأخرى "محررة"، تعاني القصف والتجويع والفوضى الأمنية.

ترك تعليق

التعليق