حكومة الأسد تعتزم "قوننة" الاستيلاء على منازل السوريين المُهجّرين

تدرس لجنة مشكّلة من جانب وزارة العدل في حكومة الأسد "قوننة" إجراء يسمح بفتح المنازل المغلقة والموجودة في مناطق آمنة، والتي غادر أصحابها من السوريين البلاد بسبب الاضطرابات الأمنية، وذلك لإسكان سوريين نازحين من مناطق دُمرت منازلهم فيها.

وحسب الإجراء المُقترح، سيتم تأجير تلك المنازل بأجور تقدرها اللجنة التي يقودها مستشار يعمل لصالح وزارة العدل بحكومة الأسد، على أن يتم الاحتفاظ بالأجور في صندوق خاص وتُعطى لأصحابها عند عودتهم من خلال كشوف تسليم تنظمها اللجنة، حسب تصريحات رئيسها لصحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث الحاكم بدمشق.

وتعمل اللجنة حالياً على دراسة قانون يناسب هذا الإجراء. لكن رئيس اللجنة لم يوضح إن كان سيتم استشارة أصحاب المنازل التي من المُزمع فتحها، أو حتى البحث عن أقارب أو وكلاء لهم. ولم يوضح رئيس اللجنة المذكورة النسبة التي ستحصل عليها الجهات الرسمية، والجهات المحلية في كل منطقة والتي ستتولى عملية فتح المنازل وتقدير إيجاراتها، وكيفية تنفيذ عمليات التأجير، ومصير محتويات تلك المنازل.

وهكذا يبدو أن حكومة الأسد تقبل الآن على خطوة غير مسبوقة مفادها "قوننة" الاستيلاء على منازل السوريين المُغادرين، ولو مؤقتاً، مما يشكل خطورة على ممتلكات هؤلاء، ومصير هذه الممتلكات وسط حالة الانقلات الأمني وتلاشي هيبة الدولة، ناهيك عن تفشي الفساد، مما قد يؤدي إلى التعدي على الملكية الخاصة لعشرات آلاف السوريين الذين غادروا البلاد تحت ضغط الاضطرابات الأمنية.

وإن كانت ظاهرة فتح المنازل الفارغة والمُغلقة قد شاعت في بعض المناطق المحررة في مرحلة من مراحل الحراك الثوري، من منطلق تأمين سكن للنازحين، فإن ذلك كان يتم بمبادرة من القيادات المحلية في المنطقة، وقد رافقتها الكثير من المشكلات ممن حاول استغلال هكذا إجراء لغايات شخصية. لكن الفرق هنا أن هذه الخطوة ستصبح قانونية، وسيصبح الساكن في المنزل الذي سيتم فتحه عنوةً، مستأجر من جهة رسمية، مما قد يخلق باباً جديداً من المشكلات بين أصحاب المنازل، حين عودتهم، وبين الساكنين فيها وفق عقود إيجار رسمية.

ورغم أن هذا الإجراء المُزمع غُلّف بدوافع إنسانية، إلا أن ضعف ثقة السوريين بنزاهة مسؤولي الدولة سيجعل منه باباً لنهب ممتلكات الغير والتصرف غير المشروع فيها، والإثراء من وراء هكذا ظاهرة، خاصة مع ما أبدته الجهات الرسمية الخاضعة لنظام الأسد حتى اليوم من تحيّز لصالح مؤيدي النظام، وتحيّز آخر مُضاد تجاه مناوئيه، مما يشكل خطراً على ممتلكات الفريق الأخير.

ترك تعليق

التعليق

  • بتحكوا عن "حكومة" و "لجان" و "قوانين" و "هيبة دولة" وو... . ألسنا نتحدث عن عصابة المجرمين القتلة المتحالفين مع المرتزقة الإرهابيين السوريين وغير السوريين الذين يقتلون ويغتصبون ويدمرون سوريا بيتا بيتا؟؟!! نرجو تسمية الأمور بمسمياتها