التجار يقبلون على السوق السوداء لتمويل مستورداتهم...والمركزي يناقض نفسه ويجدها ظاهرة إيجابية

اعترف حاكم مصرف سوريا المركزي أنّ هناك إقبالاً من قبل التجار على السوق السوداء في صرف الليرة السورية، حيث أشار خلال تصريح له لإحدى الصحف الموالية للنظام إلى أنّ أبرز الأسباب التي أثّرت على سعر صرف الليرة السورية في السوق الموازية تتمثل بوجود طلبات تجارية صغيرة الحجم لا تمر عبر قنوات التمويل الرسمية مثل الهواتف النقالة والأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى بعض السلع المهربة كالتبغ، إلا ان هذا التأثر بحسب حاكم مصرف سوريا ساهم بانخفاض سعر الليرة السورية، وليس العكس.

وفي هذا الإطار وجد خبير اقتصادي معارض أنّ كلام حاكم مصرف سوريا يحتوي الكثير من التناقض، مؤكدا أن اعتراف الحاكم بإقبال التجار في تمويل مستورداتهم على السوق السوداء، أو ما أطلق عليه السوق الموازية، إنما أثر سلباً على سعر صرف الليرة السورية، وساهم بانخفاضها وتدهور قيمتها مقابل الدولار وغيرها من العملات الأجنبية، على اعتبار أن سعر صرف الليرة في السوق السوداء يرتفع عن سعرها الرسمي بما يقارب 20 ل.س.

وتابع الخبير الاقتصادي إنّ هذا الإقبال كان نتيجة طبيعة لعدم ثقة المستورد بسياسات المصرف المركزي المتقلبة، فضلاً أنّ الأخير لم يعد يغطي كافة بوالص الشحن المقدمة إليه خلال الآونة الاخيرة، وهو ما دفع الكثير من التجار والمستوردين للاعتماد على السوق السوداء، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى رفع سعر الدولار أمام الليرة السورية وزاد الطلب عليه بعكس ما بيّن حاكم المصرف خلال تصريحه، حيث قال "إن الطلب الحقيقي على الدولار غير موجود بتاتاً، بل هي فقاعات كلامية وطلب مضاربة".

وأضاف المصدر إن لجوء التجار إلى السوق السوداء جعل شركات الصرافة والمتلاعبين يتحكمون بسعر الصرف الليرة في لعبة شاركهم بها النظام نفسه، خاصة أنّ المصرف المركزي عندما أعلن سابقاً أنه سيمول بوالص استيراد بعض المواد الغذائية والطبية فقط، فإنه وجّه بطريقة مباشرة مستوردي باقي المواد إلى السوق السوداء وهو ما دعم الدولار على حساب الليرة، ورفع أسعار مختلف البضائع.

ورأى المصدر أن الخاسر في هذه المعادلة هو المواطن على اعتبار أن التاجر الذي موّل مستورداته حسب سعر الدولار في السوق السوداء، فإنه سيرفع من أسعار بضاعته عند طرحها في السوق، وهو ما يفسر ارتفاع أسعار مختلف البضائع الغذائية وغير الغذائية في الأسواق السورية.

يذكر أن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار حسب تسعيرة المصرف المركزي الرسمية تتراوح بين 148إلى 150 ل.س، في حين وصل سعر الليرة مقابل الدولار في السوق السوداء إلى 170 ل.س.

ترك تعليق

التعليق