وسط خلافات في تحديد المسؤول.. كارثة مُرتقبة: سد الفرات قد يخرج من الخدمة

"كارثة جديدة في انتطار الشمال السوري تدق ناقوس الخطر"...تحت هذا العنوان نشرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على "فيسبوك" تقريراً يتحدث عن كارثة مرتقبة في شمال سوريا، تتمثل في احتمال خروج سد الفرات عن الخدمة، بسبب تناقص مياه البحيرة التي يحتجزها السد خلفه.

التقرير الذي اتفقت مع محتواها العديد من صفحات الناشطين وتنظيمات المعارضة السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة المركز الإعلامي الموحد لمحافظة الرقة، أشار إلى نتائج كارثية تنتظر الزراعة والحياة المعيشية ونبض الكهرباء في شمال شرق سوريا، وربما في كامل البلاد، على المدى المتوسط.

وإن كان التقرير المشار إليه قد حمّل المسؤولين عن إدارة سد الفرات، وباقي أقنية وروافد الري الآتية إلى النهر، مسؤولية انخفاض منسوب مياه البحيرة، بسبب العشوائية في الإدارة والري وتصريف المياه، فقد قدم المجلس المحلي لمحافظة الرقة قراءة مختلفة من حيث الأسباب، محملاً تركيا تحديداً المسؤولية في هذه الكارثة المُرتقبة، واضعاً الحل بين يديها.

وبالعودة إلى تقرير صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" الذي يتقاطع في معظم تفاصيله مع تقرير للمركز الإعلامي الموحد لمحافظة الرقة، فإن منسوب المياه المُحتجز في البحيرة خلف السد يتناقص شيئاً فشيئاً، مخلفاً وراءه مشكلات كبيرة، "فالكثير من الأهالي في القرى المحطية بسد الفرات بدأت تشكو نقص المياه وجفاف بعض الآبار وخروج بعض آليات جرّ الماء لسقاية الأراضي عن الخدمة وانخفاض ضغط المياه عبر خطوط المياه الرئيسية، وضعف التيار الكهربائي وازدياد مشاكل الكهرباء في الرقة وما حولها".

وأضاف التقرير بأن السبب الرئيس في نقص منسوب المياه هو سوء التصريف والعشوائية في توزيع مياه الري. وفصّل التقرير بأن "ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺒﻠﻴﺦ، والتي تعادل نهراً كاملاً في غزارتها، أصبحت مفتوحة بالكامل على مدار العام، وكانت أيام النظام السابق تخضع لبرنامج محدد، وتفتح في مواعيد محددة للري، لكن تلك المواعيد اليوم باتت عشوائية".

واستطرد التقرير موضحاً بأن "بحيرة السد التنظيمي ممتلئة عن آخرها، مع العلم أن لا عمل لها سوى تنظيم عمل بحيرة سد الفرات، فإن كان هناك نقص يؤخذ من بحيرة السد التنظيمي".

وأضاف التقرير أن "سرير النهر شرقي السد أصبح أكثر غزارة من السنوات الماضية مع أن النهر حصل على روافد جيدة هذا العام، مثل نهر البليخ، وكذلك وادي الفيض في السلحبية، الذي بقي عدة أسابيع وكأنه سيل جارف".

بدوره، أكد المركز الإعلامي الموحد لمحافظة الرقة معظم نقاط التقرير السابق، وأضاف عليه بأن تركيا ليست المسؤول الوحيد عن انخفاض منسوب المياه في سد الفرات، معتبراً أن السبب الرئيس يكمن في سوء إدارة المياه وتصريفها وإدارة مواعيد الري. داعياً جميع أصحاب العلاقة إلى التحرك بسرعة لتلافي كارثة مُحدقة قد تلم بالبلاد.

في مقابل ما سبق، قدم المجلس المحلي لمحافظة الرقة قراءة مختلفة لأسباب انخفاض المياه في بحيرة سد الفرات، محملاً تركيا المسؤولية الأبرز في ذلك.

وقد أصدرت لجنة تسيير الأمور في المجلس المحلي لمحافظة الرقة أمس، بياناً أوضحت فيه نتائج دراسة وبحث في أسباب انخفاض المياه في بحيرة سد الفرات، وذلك بعد دراسة أسباب الانخفاض والأضرار التي تسببت بها نسبة انخفاض المياه، مع اقتراح حلول لزيادة نسبة تدفق المياه.

وجاء في بيان الدراسة والبحث عن أسباب انخفاض منسوب المياه في بحيرة سد الفرات "سجلت دخولات المياه من نقطة عبورها في المنطقة الحدودية بين الدولة السورية والدولة التركية (منطقة جرابلس الحدودية) صفر وذلك في معظم الأوقات، إلى جانب استجرار المياه لري المحاصيل الزراعية في محافظة الرقة خصوصاً أن الوقت الراهن يعتبر ذروة موسم السقاية، ناهيك عن الحاجة إلى توليد الطاقة الكهربائية من محطة تحويل سد الفرات كونها المغذي الرئيسي والوحيد لمحافظة الرقة بالتيار الكهربائي".

أما فيما يتعلق بالأضرار التي تسبب بها انخفاض منسوب المياه في بحيرة سد الفرات فجاء في البيان "خروج كافة المشاريع الزراعية التي تروى بواسطة المحركات من بحيرة سد الفرات عن الخدمة بشكل نهائي الأمر الذي يهدد الحياة المعيشية للآلاف من الأسر العاملة في الزراعة، وخروج معظم الآبار الارتشاحية لمياه الشرب في المناطق والقرى المحيطة ببحيرة سد الفرات عن الخدمة، وما تبقى منها في الخدمة قد انخفض مستوى غزارته إلى حدود خطيرة، وبسبب ما سبق فقد حصل تضرر ملحوظ لموسم القمح لعام 2014 لكونه يحتاج إلى الرية الأخيرة في هذا الشهر، وتضرر ملحوظ لموسم القطن لعام 2014 (على ضفاف البحيرة) لكونه يحتاج إلى رية الإنبات في هذا الشهر، مما أدى إلى عزوف عدد كبير من الفلاحين في مناطق الري الحكومي عن الزراعة للموسم الصيفي لعام 2014، وذلك خوفاً من عدم توفر مياه الري خلال هذا الموسم، وتصحر المراعي المجاورة للبحيرة، إضافة إلى تهديد الثروة السمكية خصوصاً أن هذه الفترة من العام تعتبر فترة البيوض والتفريخ للأسماك، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن معظم مدن ومناطق محافظة الرقة وبعض المحافظات السورية، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة الناس ونشاطاتهم المعيشية".

وفيما يخص الحلول المقترحة لتفادي الأسباب والأضرار فقد ذكرت اللجنة عدداً من الخطوات لذلك أبرزها "زيادة نسبة تدفق المياه من الجانب التركي وذلك وفقاً للاتفاقيات والأعراف الدولية المرعية في هذا الشأن".

وتزامن التقرير آنف التفصيل مع انقطاع تام لمياه الشرب عن منطقة جعبر ومحمودلي وقرى أخرى في محيطة المنطقة لعدة أيام متواصلة، بسبب انخفاض منسوب مياه بحيرة سد الفرات.

وكان تقرير للجزيرة نت، نُشر منذ شهر، قد نقل عن ناشطين وموظفين من كادر سد الفرات، أن هناك نقصاً كبيراً في قطع الغيار وقلة في كادر العمل، وأنهم طلبوا من بعض أعضاء الائتلاف الوطني وعدد من الجهات الداعمة أن يتحركوا لتأمين مستلزمات العمل، كي يتمكن القيّمون عليه من إدراته بشكل أفضل، "لكن أحداً لم يحرك ساكناً".

وكانت مخاوف شديدة قد تصاعدت صيف العام الماضي من انهيار سد الفرات جراء تكرر حالات قصف النظام لمناطق قريبة من السد، ما أدى إلى بعض الأضرار في بنيته.

ويبلغ طول سد الفرات أربعة ونصف كم وارتفاعه أكثر من 60 متراً، وتشكلت خلف السد الأضخم في سوريا، بحيرة كبيرة هي "بحيرة الأسد"، ويبلغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كم، ويقع سد الفرات بالقرب من مدينة الثورة النموذجية ويبعد عن مدينة الرقة بحدود 50 كيلو مترا.

ترك تعليق

التعليق

  • وقضت على نفسها براقش هدا اول الغيث اول المشاكل الكبيره المدمره التي ظهرت الان والقادم اعظم كانت او ل المشاكل وسيظهر بعده الكثير هدا من الحريه يا سلام على الحريه خلي اهل الرقه وما جا ورها يتمتعو بيها حريه البدو العوده للجمل والصحراء والتصحر هي الهدف لان العقل بتركيبته متحجر لايمكن انت يتطور تتطورت كل مظاهر الحياة في الجزيره الا العقول شمو الهوا صار بدهم حريه خدو حريه هل بين ظهرانيكم يعيش علويون ما دخل العلويون ونظام بشار العيب فيكم انتم المثل بيقول الشاوي جا ليتمدن صار متل الحمار مكدن