الفواكه السوريّة باتت حلما للسوريين والنظام يصدرها لحلفائه

ارتفعت أسعار الفواكه في العاصمة دمشق بطريقة جنونية لم يسبق أن وصلت إليها خلال السنوات الماضية، وهو ما تزامن مع تعالي أصوات الباعة الذين يتحدثون عن شح في الكميات الواردة إليهم، حيث باتت الفواكه في سوريا ضمن المحظورات لا يستطع المواطن شرائها لأسرته.

وعلى الرغم من الشح الواضح في كميات الفواكه الواردة إلى الأسواق السورية، فإن النظام السوري لايكف عن تصديرها إلى البلدان المجاورة والحليفة له، بل إنّ مسؤوليه يجاهرون بأن النظام يفتح قنوات جديدة لتصدير الفواكه والخضار إلى إيران وروسيا، بل ويصرّ بأن هناك كميات كافية للتصدير.

حيث أشار رئيس اتحاد المصدرين مؤخراً وخلال مناقشة ملف الانضمام للاتحاد الجمركي الثلاثي بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، أنه تم طرح فكرة أن يكون هناك قطاعات تفضيلية للتصدير يمكن أن يبدأ العمل بها ريثما يتم توقيع الاتفاق، مشيراً إلى أن هناك قطاعات يمكن تفضيلها مع روسيا كقطاع الحمضيات والفواكه والخضار والنسيج، خصوصاً أن هناك "فائض إنتاج في تلك القطاعات".

وفي ذات السياق أوضح أعضاء "نقابة تجار سوق الهال" بأن النظام يصدّر نسبة "جيدة" من كميات الفواكه الواردة للسوق إلى الدول المجاورة.

وعلّق خبير زراعي فضل عدم الكشف عن اسمه بأنّ النظام إنما يحرم الشعب السوري من منتجات البلد الزراعية سواء فواكه أو حتى خضار، لافتاً أنه من المفترض اليوم أن تعمل حكومة النظام على تأمين حاجات الشعب الغذائية قبل أن تفكر في تحقيق موارد لخزينتها، وهو نهج لايفكر فيه النظام السوري على اعتبار أن دعم خزينته بالأموال من أجل دعم آلته الحربية هو الغاية والهدف بالنسبة له.

وبيّن الخبير أنه فضلاً عن تصدير الفواكه والخضار فقد شهد القطاع الزراعي خلال سنوات الحرب الأخيرة تراجعاً، على اعتبار أن معظم أرياف سوريا باتت مناطق ساخنة فضلاً عن صعوبات نقل المنتجات الزراعية إلى مختلف المدن ومن بينها دمشق.

ووصل سعر كيلو الكرز إلى 400 ل.س، في حين أنّ كيلو التفاح يباع بـ 300 ل.س، أما الجانيرك فوصل سعر الكيلو منه إلى 350 ل.س، وبالنسبة للمشمش فيتراوح سعره بين 200 إلى 300 ليرة، في حين أن الدراق وصل ثمنه إلى 250 ل.س في بعض أحياء العاصمة.

يذكر أنّ الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، ولد أحمد عبد السلام قال "إنّ نحو 6 ملايين شخص داخل سوريا بحاجة للغذاء والمساعدة الزراعية، بزيادة أكثر من 50 في المائة عن حزيران الماضي".

ترك تعليق

التعليق