الانتخابات السورية في لبنان مسرحية إعلامية بامتياز تأليف وإخراج النظام

مدّدت السفارة السورية في لبنان الاقتراع لمرشحي الرئاسة أو ما تطلق عليه بالعرس الوطني الديموقراطي يوماً آخر وذلك بعد الازدحام الذي شهدته السفارة الواقعة في اليرزة ببيروت بالناخبين من السوريين المتواجدين في لبنان.

المشهد أمس في لبنان كان صادماً من حجم السوريين الذين توافدوا إلى السفارة وما سببوه من أزمات سير، وقطع طرقات في لبنان مما حرم بعض المواطنين اللبنانيين من الوصول إلى أماكن عملهم أو مدارسهم، لدرجة أنّ الكثير من الأصوات اللبنانية بدأت تطالب بإعادة كل سوري انتخب بشار إلى بلاده، وهو ما أكدته أيضاً القنوات اللبنانية التي عبّرت عن استغرابها من هذا المشهد حيث قالت إحداها: "من يحب بشار ويؤيد إجرامه فليعد إليه لماذا لجأ إلينا؟!!".

ومن جانبه أشار أحد الناشطين المعارضين في مدينة بيروت إلى أن جزءا كبيرا من السوريين الذين توافدوا إلى السفارة السورية كان خوفاً من بطش النظام، وشبيحته المنتشرين في لبنان، خصوصاً بعد نشروا شائعات بين السوريين بأن النظام سيلاحق كل سوري في بيروت لم ينتخب، وذلك عن طريق ثقب هوية المنتخبين أو تسجيل أرقام هوياتهم وتوزيعها على المنافذ الحدودية مما يعرض كل سوري لم ينتخب إلى الاعتقال أو الملاحقة.

ولم يخفِ الناشط بأن الحدود السورية -اللبنانية أمس كانت مزدحمة جداً بباصات قيل إن النظام ملأها بشبيحته من سوريا ليزيد من الاكتظاظ أمام السفارة، وتصوير المشهد أمام الرأي العام بأنّ مؤيدي الأسد بأكثر بلدان الجوار نزوحاً هو بالآلاف.

وهذا ما اعترفت به قناة nbn التابعة لحركة أمل التي تعتبر من أشد الموالين لنظام الأسد، حيث تحدثت عن سوريين جاؤوا من سوريا لينتخبوا في السفارة ويعيدوا الكرة في سوريا.

أما بالنسبة لشبيحة النظام في بيروت من عناصر حزب الله اللبناني فلم يكونوا بريئين من تنظيم هذا المشهد حسب ما أشار المصدر الذي اتّهم عناصر الحزب بقيامهم بجمع السوريين المتواجدين في مناطقهم واجبراهم على الذهاب إلى التصويت وتهديدهم، والدليل على ذلك هو الباصات الكبيرة التي كانت تنقل السوريين إلى مقر السفارة.

أما بالنسبة للمشهد أمام السفارة السورية فقد كان عبارة عن مشهد إعلامي من تأليف وإخراج النظام، وهنا بيّن الناشط أنّ من ذهب لينتخب علم أنه ليس هناك أي إجراء يدل على من انتخب أومن لم ينتخب، حيث كانت العملية عبارة عن فوضى عارمة أدارتها السفارة السورية دون تنظيم.

ترك تعليق

التعليق