برائحة طائفية تزكم الأنوف: سلفة مالية للمتضررين من التفجيرات بحمص

من بين كل ضحايا التفجيرات والقصف والدمار الذي طال البلاد، خصصت لجنة "إعادة الإعمار" في حكومة الأسد، سلفة مالية 100 ألف ليرة سورية، للمتضررين من التفجيرات في حمص. ومن المعلوم أن هذه التفجيرات استهدفت الأحياء الموالية للنظام تحديداً. لكن النظام لم يتحدث عن أية سلف مالية للمتضررين في الأحياء الأخرى بحمص، والتي خرج منها مسلحو المعارضة أخيراً، والتي باتت بمعظمها أنقاضاً، مما يجعل رائحة طائفية طاغية تفوح من هذا القرار، ومن يقف وراءه.

وكما فعلت حكومة الأسد منذ قرابة السنة، عبر اللعب على وتر الحساسيات الطائفية، لتعزيز الشرخ بين السوريين، حينما خصصت معظم تعويضات المتضررين من الأعمال العسكرية بدمشق لسكان القصاع تحديداً، حيث غالبية مسيحية كبرى، ونسبة محدودة للغاية من الاضرار، مقابل تجاهل الأضرار التي طالت أحياء دمشقية أخرى، ذات غالبية سُنية مناوئة للنظام، في جنوب العاصمة وشمالها. تكرر الآن حكومة الأسد المشهد في حمص الجريحة، حيث يعود بعض سكان الأحياء التي انسحب منها أبناؤها من مسلحي المعارضة، ليجدوها أنقاضاً في معظمها، مع تعرضها لحملة نهب غير مسبوقة قام بها الكثير من الشبيحة وجنود الأسد وأبناء الأحياء الموالية، لتخصص الحكومة التعويضات والسلف المالية للأحياء الموالية فقط.

وهكذا، يتابع نظام الأسد سيره الحثيث باتجاه تعزيز الشرخ بين السوريين، والإجهاز على بقايا الأمل بعيش مشترك بينهم.

ترك تعليق

التعليق