"الاستحمار" و"الاستحمار المعاكس" في التهليل لأرقام بورصة دمشق

13 مليون دولار أمريكي حجم تداولات بورصة دمشق خلال عام.

4 مليار دولار أمريكي، حجم تداولات بورصة عمّان خلال عام.

7 مليار دولار أمريكي، أرباح رأس المال السوقي في البورصة المصرية، خلال عام.

يهلل نظام الأسد ومسؤولوه الاقتصاديون، والأثرياء المقربون منه، لأداء بورصة دمشق خلال العام 2013، مركزين في ذلك على نسب الارتفاع في الاستثمار فيها.

لكن عند التدقيق في الأرقام، يتضح لنا أن حجم الاستثمار في بورصة دمشق هزيل للغاية، مقارنةً ببورصات عربية قريبة منا. فمجمل تداولات بورصة دمشق خلال العام الماضي كانت 2.2 مليار ليرة سورية، أي قرابة 13 مليون دولار فقط، خلال سنة، وفق الأسعار الجارية للدولار حالياً.

وإذا تركنا البورصات العربية الكبرى، جانباً، وهي تحديداً بورصات الخليج القوية، واتجهنا إلى دول عربية بأوضاع اقتصادية قريبة من سوريا، قبل الثورة على الأقل، كمصر والأردن، يتضح لنا حجم المفارقة، ومقدار "المهزلة" في قيم تداولات بورصة دمشق.

فمصر مثلاً، والتي شهدت اضطرابات كبيرة خلال العام الماضي، احتلت بورصتها المرتبة الخامسة عربياً، بحجم تداولات قُدر بـ 426.8 مليار جنيه، أي حوالي 61 مليار دولار، وصلت فيها قيمة ربح رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 51.2 مليار جنيه مصري، أي أكثر من 7 مليار دولار أمريكي.

أي أن حجم أرباح المستثمرين في البورصة المصرية خلال العام الفائت وصل إلى 7 مليار دولار، مقابل 13 مليون دولار قيمة تداولات المستثمرين في بورصة دمشق، فقط!!!

أما في بورصة العاصمة الأردنية، عمّان، فقد بلغ حجم التداول الإجمالي 3 مليار دينار أردني، خلال العام الفائت، أي أكثر من 4 مليار دولار أمريكي، مقابل 13 مليون دولار فقط في بورصة دمشق!!!!

بكل الأحوال، يبقى للتهليل أسبابه، فمسؤولو حكومة الأسد الماليين والاقتصاديين، يريدون إخراج السيولات المالية للسوريين إلى أوكارهم، حيث تكون تحت عيون حكومتهم، وفي قبضتها غير المعلنة. وإن كان الاستثمار في البورصة بالأحوال الطبيعية، يعتبر مصدراً لقوة اقتصاد أي بلد، فإن رقم 13 مليون دولار تداولات في بورصة العاصمة السورية، مؤشر يجب أن يدفع المهللين إلى الخجل، وإلى الابتعاد عن الأضواء، لأنه رقم "هزيل" في عالم البورصات، يدفع للاستهزاء، أكثر مما يدفع إلى الاعتزاز. لكن المشكلة أن نظام الأسد ومسؤوليه، في مختلف الأصعدة، كانوا وما يزالون يداومون على نظرية "الاستحمار" مراهنين على كون المتابع لتصريحاتهم وأرقامهم، جاهلاً أو غبياً، والمشكلة الأكبر أن هناك بالفعل من تنطلي عليه هذه "البروباغندا"، إما عن غير علم "غباء فعلي"، أو عن قصد، معتمداً مبدأ "الاستحمار المعاكس"....ولله في خلقه شؤون!

ترك تعليق

التعليق

  • لقد كنت من المتابعين لمسيرة السوق منذ افتتاحها حتى اليوم والسوق بالحقيقة اليوم هي في حالة موت سريري كما حال جميع النشاط الحكومي في كل المجالات لكن القائمين على السوق يلجأون الى حلول اسعافية لحظية لإبقائها على قيد الحياة والمشكلة الرئيسية في هذه السوق هو احتكار معظم الأسهم في يد المالكين الكبار من المالكين للشركات المدرجة مثل البنوك وشركات التأمين ولم يطرح من هذه الأسهم جميعا اكثر من نسبة عشرة في المائة من هذه الأسهم للبيع للناس العاديين كذر الرماد بالعيون وهم احتفظو وأقاربهم من الدرجة الأولى بباقي الأسهم وهم أحجمو عن البيع في بداية افتتاح السوق يوم بدأت هذه الأسهم بإرتفاع ملحوظ طمعا بمرابح اكثر اما اليوم ومنذ سنتين تقريبا وبعد تعير سعر صرف اليرة السورية بشكل حاد حتى لو فكرو بالبيع فسوف تكون خسارة فادحة عليهم وكأن الله يقوم بعقابهم حاليا لجشعهم واحتكارهم ارزاق الناس