"انتخاب تكتيكي".. فيلم قصير يحاكي انتخابات نظام الأسد الرئاسية

لجأ السوريون المعارضون لنظام بشار الأسد إلى السخرية؛ للرد على الانتخابات الرئاسية التي ينظمها النظام في ٣ حزيران/ يونيو المقبل، بعد أن اختتمت عملية الاقتراع خارج البلاد قبل يومين.

وامتلأت صفحات الإنترنت بالعديد من المنتجات الساخرة -التي تتهكم على تنظيم النظام للانتخابات- ومنها فيلم قصير بعنوان "انتخاب تكتيكي"، تناول حملة النظام الانتخابية، في سياق زمني بدءاً من الممارسات القمعية تجاه الشعب، وانتهاء بمحنة لجوء الملايين في مخيمات دول الجوار.

يبدأ الفيلم بمشهد لمداهمة بيوت أحد المطلوبين واقتحامه قبيل اعتقاله، وتتخلل العملية اغتصاب زوجته لينتقل الحدث إلى معتقل آخر يعدم ميدانياً من قبل الضابط قائد الحملة، لتتابع أحداث الفلم إلى مشهد تحقيق الضابط مع أحد المعتقلين في فرع الأمن وضربه وإهانته.

ينتقل الفيلم بعد ذلك في الجزء التالي إلى مشاهد القصف وتهجير المواطنين إلى مخيمات اللجوء في دول الجوار، ليستعرض عقب ذلك مخيم الزعتري في الأردن، ويقدم استطلاعا للرأي عن الانتخابات، ورأي المشردين واللاجئين فيه، الذين عبروا عن غضبهم ورفضهم للنظام ورأسه.

"إيهاب يوسف" ناشط سوري، وممثل دور الضابط في الفيلم، أكد أن "العمل كان صرخة بوجه كل من استسلم وقرر انتخاب نظام الأسد بعد سنوات من الحراك الثوري"، مشيراً إلى أنه "لم يكن عملاً سينمائياً للمنافسة على جوائز أو لتلقي انتقادات على حرفية التمثيل؛ بل كان غيضاً من فيض لما يجري في سوريا الحبيبة"، على حد تعبيره.

وفي تصريحات خاصة بالأناضول، أوضح يوسف أن العمل أيضا جاء "لفتة من صندوق ذاكرة الناشطين؛ للتذكير بمن اعتدى على حرمات البيوت والحرائر، وهدم ودمر وهجر الشعب، وأن تصوير ما جرى ويجري في سوريا يحتاج إلى بضع سنوات، لتوثيق ذلك الشريط المتراكم من الآلام".

من ناحية أخرى لفت إلى أن العمل "اختصر ما يحدث بفيلم أنتج بجهودهم الخاصة، فهم فريق نشطاء ثوريين وليسوا شركة إنتاج، وكان العمل عفوياً وأنتج بسرعة؛ بقصد أن بعد كل ما قام به النظام، وبدل أن تحيله الأمم المتحدة إلى محكمة الجنايات الدولية، تكافئه أولاً بالصمت على جرائمه، وثانياً أن ترضى بانتخاب المجرم مرة أخرى، ليكون رئيساً غير شرعي"، على حد وصفه.

وختم كلامه مشدداً على أنهم "حاولوا قدر المستطاع تجسيد الدكتاتورية المسيطرة في البلاد"، متمنياً أن "تصل صرختهم إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وإلى العالم بأسره".

من ناحيتها، قالت مخرجة الفيلم وصاحبة الفكرة "ضحى محمد" إن من أهداف الفيلم هو تذكير الأشخاص الذين ينزلون إلى السفارات؛ بأنهم تعرضوا للاعتقال بسبب هذا الشخص (تقصد بشار الأسد)، وبسببه تم الاعتداء على النساء وقتل الأطفال، ودمرت البلاد ليصلوا إلى مخيم الزعتري في الأردن هاربين.

وأضافت للأناضول أن "كل سوري لم يختم جواز سفره بختم الخروج من سوريا فهو غير مرغوب به في البلاد، وهو ما أدى إلى توافد الناس لختم جوازات سفرهم، فجاء العمل لإحداث الاستجابة لدى الناس بعدم التصويت، من خلال تذكيرهم بما حل في البلاد من قبل النظام وأفعاله".

واعتبرت محمد أن "عدم التصويت وعدم الانتخاب، هو نوع من أنواع النضال السلمي"، متسائلة: "هل يعقل أن هناك أشخاصا لا زالوا متيقنين بأن بشار الأسد سيستمر في الحكم أكثر مما مضى عليه؟" مجيبة بأن "هناك ثقة بأن الأسد سيسقط خلال الأشهر الأربعة المقبلة".

وترفض أطراف دولية وعربية إضافة إلى المعارضة السورية؛ تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية في 3 يونيو/ حزيران المقبل، وتصفها بـ"المهزلة"، لكونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي"، الذي تصر المعارضة على أن يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.

وحدّد قانون الانتخابات العامة الصادر في مارس/آذار 2014، مقرات السفارات السورية كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات للسوريين المقيمين في الخارج 28 مايو/أيار الجاري، و3 يونيو/حزيران المقبل للسوريين المقيمين داخل البلاد.

وفتحت صباح الأربعاء الماضي؛ 39 سفارة سورية فقط أبوابها أمام السوريين المقيمين في الخارج للإدلاء بأصواتهم بانتخابات الرئاسة، بحسب إحصائية لـ"الأناضول"، وتم تمديد الفترة المخصصة للتصويت 5 ساعات إضافية انتهت في الساعة 12 مساء الأربعاء حسب التوقيت المحلي لكل دولة، وليوم آخر في لبنان، بسبب "الإقبال الشديد"، بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات.

ترك تعليق

التعليق