"ريان" الخارجة من تحت الركام تتحدث عن برميل "عين جالوت"

ريان عبدو، طفلة من "عين جالوت" لم تخرج من هول الصدمة بعد، ترقدُ الطفلة، التي تنبئ ملامح وجهها بأنها لا تتجاوز العاشرة من عمرها، مصابةً في مشفى ميداني على الحدود السورية -التركية، بعد أن قام النظام بقصف مدرسة "عين جالوت" في حي الأنصاري بحلب، ما أدى لاستشهاد أكثر من 20 طفلا من زملائها.

ترفض "ريان" الحديث مع أحد، لكن دفتر الرسم وقلم التلوين لايُفارق يدها، علَّ الأمل يُعيد إليها رفاقها الذين قضوا تحت الركام، وتتنهد والدمعة لا تفارقها.

"أحمد" عضو في فريق "منظمة نماء" زار الطفلة بعد أن عرف أنها لاتتكلم مع أحد، مصطحباً معه هدية لها، علّه يخفف عنّها ما ألم بها بعد فقدها لمعلمتها ورفاقها في القصف.

يقول "أحمد" لـ"زمان الوصل": "بعد أن دخلت عليها الغرفة في المشفى، رفضت التحدث معي، فقلت لها نحن نقوم بتوزيع الهدايا على الشاطرين، فهل أنت منهم وتحفظين شيئاً من القرآن، فاستفزتها عبارة شاطرة، وقالت نعم أحفظ جزءاً من القرآن مع التجويد وأسمعتني سورة عمَّ يتساءلون".

ويُضيف: "أعطيتها هدية، فرفضت في البدء قبولها كونها لاتستطيع المشي على قدميّها، فبعد إصرار قبلت هديتي، التي تعمل على جهاز التحكم".

وعن كيفية إصابتها وما هي اللحظات الّتي حلّت بـ"ريان" مع القصف تقول الطفلة: "كنت بالمدرسة وكنا عم نحفظ القرآن الكريم أنا ورفقاتي، وسمعنا صوت صفير قوي، فأصبح الجميع يصيحون، برميل..برميل، ولم أحس بعدها بشيء".
وينقل أحمد عن الطفلة قولها: "كانت الدنيا معتمة، لم أحس بشيء سوى وجع رجلي، وكان رفاقي إلى جانبي يبكون، وعندما أخرجوني من تحت الركام، كنت أمشي على أشلاء، على قطع من اللحم، وجسمي مبلل بالدماء".

وختمت "ريان" حديثها قائلة: "ما ذنبي أنا ورفاقي، وآنستي، نحن لسنا إرهابيين، نحن أطفال".

وأشار أحمد لـ"زمان الوصل" إلى أنّ الطفلة "ريان" لم تتوقف عن البكاء طوال حديثها معنا، والدموع لم تجف عن خدها، وهي لم تستطع الخروج من هول الصدمة حتّى الآن.

ترك تعليق

التعليق