ناشط لـ"اقتصاد": تحرك إقليمي في معظم دول الخليج للتضييق على نشاطات الإغاثة لسوريا

في شهر شباط الماضي أصدرت وزارة الداخلية في مملكة البحرين قراراً منع أي نشاطات إغاثية غير رسمية لدعم السوريين. وترافق قرار البحرين هذا مع تحرك "إقليمي" شمل معظم دول الخليج، للتضييق على نشاطات الإغاثة غير الرسمية المُتجهة إلى سوريا.

يعتقد ناشط إغاثي، فضل عدم ذكر اسمه، أن بعض دول الخليج تلقت تعليماتٍ من الولايات المتحدة الأمريكية، بالتضييق على نشاطات الإغاثة المُتجهة إلى سوريا، خشية توجييها لصالح جماعات جهادية تُصنفها واشنطن على أنها "إرهابية".

وأكد لنا الناشط أن تجمعات شبابية وتنسيقيات سورية، وعربية، كانت تعمل بأريحية كبيرة لجمع مواد إغاثة عينية، وأموال، لدعم السوريين، في مناطق اللجوء، وفي الداخل السوري. وكانت هذه التجمعات والنشاطات تحظى بتجاوب كبير من جانب البحرينيين، حيث كان يعمل الناشط مع أحد تلك التجمعات.

لكن اليوم، وبعد قرار الداخلية البحرينية، توقفت كافة تلك النشاطات، بعد أن جعلها القرار المُشار إليها تحت طائلة المسؤولية.

ويستغرب الناشط تشدد السلطات البحرينية حيال نشاطاتهم، فهي تمرّ جميعها عبر القنوات الرسمية. إذ كانوا يضطرون دوماً للتواصل مع الهيئات الحكومية البحرينية، خاصة عند نقل مواد الإغاثة العينية إلى الأردن أو تركيا، قبل نقلها إلى الداخل السوري. وكان ذلك يتم بيُسر، وتحت نظر وتدقيق الجهات المختصة.

لكن الناشط يعتقد أن القضية مجرد استجابة لضغوط غربية توالت على السعودية والكويت، ودول خليجية أخرى، حمّلتها الولايات المتحدة الأمريكية، بصورة غير مباشرة، مسؤولية دعم جهاديين إسلاميين في سوريا، تعتبرهم واشنطن "إرهابيين".

ويتساءل الناشط: "لماذا لم تفتح دول الخليج أبوابها للاجئين السوريين المنكوبين في الأردن ولبنان وتركيا، بدلاً من المُتاجرة بنشاطات دعم محدودة يقومون بها من حين لآخر في مخيم الزعتري بالأردن، وغيره من مخيمات اللجوء السوري الضخمة".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمت، بصورة شبه مباشرة، مسؤولين في الكويت تحديداً، بدعم جهاديين إسلاميين في سوريا، تلى ذلك تشدد في معظم دول الخليج طال نشاطات الإغاثة المُوجهة لسوريا.

وفي الوقت الذي تتعرض فيها عمليات الدعم الإغاثي، وأحياناً، العسكري، للثوار والجهاديين الإسلاميين المناوئين للأسد، للضغط والمراقبة الشديدة، وأحياناً، القطع الكامل، تنشُط الميليشيات الموالية للأسد، الآتية من العراق ولبنان، بتمويل إيراني، وعبر الحدود السورية مع البلدين، بكل أريحية، دون أية ضغوط أو تضييق من أي طرف، بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين.

ترك تعليق

التعليق