حمى كأس العالم تجتاح البرازيل وتراجع الاحتجاجات رغم بعض الحذر

اجتاحت حمى كأس العالم البرازيل اليوم الجمعة بعد انتهاء مباراة الافتتاح دون أي عوائق ومع تدفق المشجعين الى ملاعب أخرى لحضور مزيد من المباريات وتراجع الاحتجاجات رغم استمرار القلق فيما يتعلق باللمسات الأخيرة في بعض الملاعب التي لم تبدأ بعد رحلتها مع النهائيات العالمية.

وإثر فوز البرازيل على كرواتيا 3-1 انطلقت الاحتفالات أمس الخميس بإطلاق الألعاب النارية وأبواق السيارات واستمرت لساعات طويلة في كبرى المدن التي عاش سكانها أجواء كأس العالم لأول مرة في بلادهم منذ 1950.

وفتحت المحال التجارية في ريو دي جانيرو وبيلو هوريزونتي أبوابها اليوم بعد أن شعر أصحابها بالقلق أمس نتيجة حدوث بعض المظاهرات والاحتجاجات على الإنفاق وادعاءات بالفساد.

ورغم استمرار السخط على إنفاق نحو 11 مليار دولار على استضافة البطولة يشعر بعض سكان البرازيل بالغضب نتيجة استمرار الاحتجاجات خشية إفساد الأجواء الاحتفالية للبطولة.

إلا أن حدة الاحتجاجات تراجعت بشكل كبير اليوم الجمعة بعد وقوع اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في بعض المدن أمس الخميس.

ويقوم نحو 100 ألف من أفراد الشرطة على حفظ الأمن والنظام خلال البطولة التي تستمر شهرا كاملا في 12 مدينة.

وتقول منظمة العفو الدولية إن الشرطة تستحق "بطاقة صفراء" بسبب "تعاملها بقسوة مع متظاهرين سلميين" في ساو باولو أمس.

وتعهد بعض منظمي المظاهرات بتنظيم مزيد من الاحتجاجات في وقت لاحق من اليوم الجمعة ومطلع الأسبوع المقبل.

وتعرضت رئيسة البرازيل ديلما روسيف لصيحات الاستهجان خلال مباراة الافتتاح لكن بعض البرازيليين حريصون على الاستمتاع بالحدث الكبير رغم كل شيء.

وقال بيدرو ريبيرو (29 عاما) وهو رجل أعمال من بيلو هوريزونتي أقام حفلا للاحتفال بفوز البرازيل على كرواتيا "لن يمنعونا من الاستمتاع وخاصة عندما تحقق البرازيل الفوز."

وأضاف ريبيرو قوله "يحق للناس الشكوى لأن هناك الكثير من المشكلات في البرازيل لكن لا يحق لهم اللجوء الى العنف أو إفساد كأس العالم التي انتظرناها جميعا مدة طويلة.. هذه مجرد بداية الحفل."

ومضت المباراة الأولى في ساو باولو على خير ما يرام تقريبا إلا من انقطاع جزئي للكهرباء وتأخر وصول الأطعمة بعض إلى مراكز البيع.

لكن لا تزال هناك بعض الأسئلة تتعلق بمدن أخرى لم تبدأ فيها المباريات بعد بسبب تأخر بعض التجهيزات والاستعدادات وسوء الأحوال الجوية.

ففي مدينة ناتال الشمالية الشرقية واجه مشجعون بعض الصعوبات بسبب الأمطار وتعطلت بعض الأجهزة في الاستاد أيضا قبل مباراة الكاميرون والمكسيك التي انتهت بفوز الفريق القادم من أمريكا الشمالية 1-صفر.

ولأسباب تتعلق بالسلامة تم نقل نحو 100 مشجع إلى أماكن بديلة في الأستاد بناء على توصية من سلطات المطافئ المحلية.

ولا تزال الاستعدادات جارية على قدم وساق في بورتو اليجري لاستضافة مباراة فرنسا وهندوراس بعد غد الأحد وكذلك الحال بالنسبة لكويابا التي ستستضيف المباراة بين تشيلي واستراليا في وقت لاحق من اليوم.

لكن الأجواء كانت مشجعة بصورة عامة وعبر كثير من الزوار عن سعادتهم بحسن المعاملة التي تلقوها من مواطني الدولة المضيفة.

وقال الفارو رامون وهو مشجع تشيلي "كل شيء رائع. الناس عاملونا بشكل جيد جدا.. البرازيل مكان ساحر."