بغداديون يشكون ارتفاع الأسعار وسط مخاوف من تردي الوضع الأمني

شكى عدد من البغداديين التقتهم وكالة الأناضول ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العاصمة لاسيما بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي تشهدها البلاد والتي انعكست سلبا على المواطن والوضع الأمني في بغداد.

وقال "ليث سمير" لوكالة الأناضول عندما كان يتبضع في أحد الأسواق "نشعر بالقلق والخوف مما يجري في بعض المحافظات العراقية من تردٍّ أمني وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عليها، مضيفا: "قمنا بشراء كميات من المواد الغذائية لنخزنها خوفا من انقطاعها بشكل كامل من الأسواق".

وأضاف "سمير" أن "هناك ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، وهذا هو نهج التجار يستغلون الأزمات ليرفعوا الأسعار على المواطنين والتي باتت ترهق كاهل رب الأسرة".

ولفت إلى أنه "على الرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده العاصمة بغداد وانتشار للقوات الأمنية بشكل كثيف، إلا أن ذلك لا يمنع من أن يكون هناك تخوف لدى المواطنين من انهيار الأمن، خصوصا بعد ما شاهدنا ما حصل في الموصل وكيف انسحبت القطعات العسكرية بالسرعة الكبيرة".

وشهدت محافظة الموصل (شمال) انهيارا أمنيا بالكامل الثلاثاء الماضي بعد سيطرة تجمع سني يتصدره مقاتلو "داعش"على جميع المحافظة وترك الجيش للأسلحة والمعدات هناك.

بدوره، قال "أبو صلاح"، صاحب محال بقالة، في منطقة الكرادة، وسط العاصمة لوكالة الأناضول إن "هناك انخفاض ملحوظ في حركة المواطنين في الشوارع بعد الأحداث الأخيرة وهذا ما سجلناه من خلال انخفاض مبيعاتنا خلال اليومين الماضيين".

وأشار أبو صلاح إلى أن "كثير من المواطنين يتابعون بقلق ما يجري في البلاد وكثيرا منهم لجؤوا إلى المحال التجارية وتبضعوا كميات كبيرة من الرز والطحين (دقيق) والسكر والزيت خوفا من انقطاعها في الأسواق".

وقال إن "ارتفاع الأسعار شيء طبيعي في مثل هذه الظروف كون التاجر يبيع المخزون لديه باعتبار أن أغلب المنافذ لاستيراد البضائع أصبحت خطرة ومقطوعة ولا يمكن ادخال البضائع الى البلاد".

وتابع أبو صلاح "نبيع ما لدينا في مخازننا وبعد ان تنفذ الكميات الموجودة لا نعلم كيف سيكون الحال"، معربا عن أمله في أن تنتهي الأزمة بأسرع وقت ممكن.

فيما قال "محسن لطيف"، سائق سيارة أجرة، لوكالة الأناضول إن "الأوضاع الامنية في بغداد جيدة حتى الآن وبالرغم مما يحدث فإن البغداديين اعتادوا على هذه الأوضاع ويصرون على مزاولة أعمالهم اليومية".

وأضاف لطيف أن "هناك تراجع ملحوظ في حركة المواطنين وفي عملنا كسائقي سيارات أجرة لكن لاحظنا خلال اليومين الماضيين انحسار في عملية نقل الركاب في محطات النقل الخارجي (المحافظات) لاسيما محطات المحافظات الشمالية".

ولفت "لطيف" إلى أن "هناك تشديدات امنية في الشوارع وانتشار كثيف لنقاط التفتيش"، مشيرا إلى أن "المحال التجارية في بغداد بدأت تغلق عند الساعة الثامنة مساءا لدواع أمنية".

وكانت قيادة عمليات بغداد، التابعة للجيش، قد أعلنت وضع خطة محكمة لمنع وصول تنظيم "داعش" إلى بغداد من خلال فرض السيطرة الكاملة على مداخل ومخارج العاصمة.

ودعت المرجعية الدينية (شيعية) في العراق الجمعة المواطنين إلى حمل السلاح والتطوع للتصدي لداعش ومساندة القوات الأمنية.

ترك تعليق

التعليق