في حماه: "مطلوب غرفة للإيجار"

غلاء الشقق السكنية في حماه أدى إلى هجرة العديد من أبنائها ممن لا يستطيعون امتلاك منزل ليس فقط شراءً بل أيضاً آجار.

فقد شهدت المدينة منذ بداية الأحداث ارتفاعاً لافتاً في الأسعار على كافة الأصعدة وفي مختلف أنواع السلع التجارية ولكن الأمر الذي أثر بشكلٍ كبير في سكان المدينة واللاجئين إليها هو ارتفاع آجارات الشقق حيث بات من المستحيل امتلاك شقة وبصعوبةٍ بالغة تستطيع إيجاد شقةٍ للآجار.

عمر أحد الذين عانوا من هذا الأمر يروي لصحيفة حماه اليوم ماحصل معه في بحثه عن مسكنٍ يأويه وعائلته الصغيرة المؤلفة من طفلين وأمهما: كنت أسكن منزلاً مؤلفاً من ثلاث غرف وآجاره بالنسبة لي مناسب (5000) ليرة ولكن بعد بداية الثورة بحوالي السنة قرر صاحب المنزل أن يرفع الآجار إلى (10000) ليرة بحجة أن الأسعار ارتفعت علماً أنه يمتلك العديد من المنازل ولديه محلات في السوق وليس بحاجة هذه الزيادة.

وبعد أخذ ورد رفعه لـ(7500) ليرة وبعد مضي عدة أشهر لم يقبل أن يجدد لي عقد الآجار مع أني عرضت عليه زيادة كي لا أضطر للبحث عن منزل آخر.

وحاولت إيجاد منزل بنفس المواصفات وبأجرةٍ مماثلة ولكن للأسف لم أجد وبقيت حوالي الشهر ونصف أبحث عن منزل ودفعت أجرة شهر كي لا يطردني مع عائلتي فلم أترك منطقة أو شارع إلا وبحثت فيه ولكن لجوء العديد من الناس من المدن والقرى المجاورة جعل الأمر في غاية الصعوبة ودفعهم مبالغ كبيرة لاستئجار منزل أثر سلباً على أهل حماه.

في النهاية وجدت ملحقاً في منطقة متطرفة من المدينة بآجار (10000) ليرة مؤلف من غرفة ومنتفعاتها وتجهيزاته بسيطة للغاية ولكن هذا ما استطعت إيجاده.

أما أم وليد فمعاناتها ليست أقل من معاناة عمر حيث أنها اضطرت لأن تسكن في شقة غير جاهزة ماتزال على العظم بعد أن بحثت كثيراً عن غرفةٍ تأويها وأطفالها الأربعة بعد طردهم من المنزل الذي كانوا يقطنوه لعدم استطاعتهم دفع الآجار بسبب غياب زوجها واستشهاده في أحد المعارك في الريف الحموي وعدم وجود معيل لهم.

تفيد أم وليد لصحيفة حماه اليوم بأنها لم تتخيل يوماً أن تعيش في مدينتها حماه التي تتميز ببساطة أهلها وبخيراتها الكثيرة في مكانٍ لا يصلح للسكن وأن يكون باب منزلها هو غطاء سرير بالي ونوافذ منزلها خرق قديمة لا تقيهم لا الحر ولا البرد.

أم وليد اليوم قلقة من إخراجها من المنزل بعد طلب أصحابه أجرةً منها كما فعل الكثير من أصحاب البيوت التي لم يتم إكساؤها بعد.

أما أبو حسام فبعد أن تنقل بين أكثر من خمس منازل خلال السنتين الأخيرات ودفعه مبالغ طائلة للآجار على حساب مأكل ومشرب عائلته فقد قرر أن يرحل عن حماه ليحاول بدء حياته من جديد في أحد قرى الريف المحرر ويتمكن من العيش دون قلق من طرده من المنزل فجأةً.

بات حال أهالي المدينة مزرياً أدى لفقد العديد منهم للمأوى ومغادرة المدينة إلى أماكن أخرى أو بلدٍ مجاور كي يستطيعوا العيش بكرامةٍ وأمان.

فأعداد النازحين التي أصبحت ثلاثة أضعاف سكانها الأصليين وطمع التجار وأصحاب رؤوس الأموال إضافةً للفلتان الأمني الحاصل بسبب هذا النظام القاتل أدى لتفاقم الأمر وحرم الكثير من الناس من الأمان ليزيد هذا الأمر الضغوط على حماة.

ترك تعليق

التعليق