"الدولة الإسلامية" سيطرت على 130 كلم شرقي سوريا خلال ساعات ودون قتال

سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" صباح أمس الخميس، على معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور شرقي سوريا والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، بعد مبايعة سكانه وبعض فصائل المعارضة فيه للتنظيم وإعلان توبتهم عن قتاله، بحسب تنسيقيات معارضة وقيادي في الجيش الحر.

وفي تصريحات لوكالة "الأناضول"، قال أبو علي الديري، أحد قادة الجيش الحر الميدانيين في دير الزور، إن معظم البلدات والمدن الكبيرة والاستراتيجية في ريف محافظة دير الزور سقطت بيد "الدولة الإسلامية"، خلال ساعات ودون قتال بعد مبايعة سكانها وفصائل المعارضة فيها للتنظيم، كما أعلنوا "توبتهم عن قتاله وتبرئهم من الائتلاف والحكومة المؤقتة وهيئة أركان الجيش الحر".

وأوضح أن أبرز تلك المدن والبلدات هي مدينة الميادين التي تتوسط الريف الشرقي للمحافظة وبلدات الشحيل والعشارة وصبيخان والقورية والطيانة وهي أبرز البلدات الواقعة في الريف الشرقي، وكانت تعد معاقل أساسية لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية والجيش الحر وغيرها من الفصائل المقاتلة لتنظيم "الدولة" والنظام.

ويأتي ذلك بعد يومين من انتزاع تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة على مدينة البوكمال شرقي سوريا والحدودية مع العراق من أيدي قوات المعارضة التي كانت تسيطر عليها، والذي سبقه بأسبوعين سيطرته أيضاً على بلدة "موحسن" الاستراتيجية التي تقع في الجهة الغربية من ريف المحافظة الشرقي.

ولفت الديري إلى أن أهالي البلدات والمدن والفصائل التابعة للمعارضة بايعوا "الدولة الإسلامية" تحت بند "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، مع طول فترة القتال بين الطرفين لأكثر من 6 أشهر وسقوط المئات من القتلى من أبناء تلك البلدات والمدن خلاله، بالإضافة إلى عدم تقديم الدعم الكافي لمقاتلي تلك الفصائل من المعارضة السياسية والدول الداعمة لها.

من جهة أخرى، أعلنت تنسيقيات إعلامية معارضة، أمس، سيطرة مقاتلي "الدولة الإسلامية" على حقل العمر النفطي الواقع في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور أكبر حقول النفط في البلاد، وذلك بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منه.

وذكرت التنسيقيات على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تنسيقية "شباب الثورة السورية بدير الزور" و"الناطق الرسمي باسم ثورة الفرات"، أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" دخلوا حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور دون قتال بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منه ومن البلدات المحيطة به، مشيرة إلى أن "العمر" يعد أكبر حقل نفطي في البلاد، دون أن تبين كمية إنتاجه.

ونشرت التنسيقيات مقطع فيديو، اطّلع عليه مراسل "الأناضول"، يظهر مقاتلين من "الدولة الإسلامية" على مدخل حقل العمر، وقال متحدث يظهر في الفيديو إن مقاتلي جبهة النصرة ومجلس شورى المجاهدين، التحالف الأكبر المشكل حديثاً لقتال "الدولة الإسلامية" شرقي سوريا، إن مقاتلي المعارضة الذين كانوا يسيطرون على الحقل فروا وتركوا أسلحتهم وذخائرهم وراءهم.

وسيطرت قوات المعارضة، نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على حقل العمر النفطي الواقع في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور بعد انتزاع السيطرة عليه من قوات النظام.

ويعد سقوط تلك المدن والبلدات مقدمة لسقوط معظم مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط بيد "الدولة الإسلامية"، حيث يسيطر التنظيم منذ شهرين على الريف الغربي للمحافظة الذي يصلها بمحافظة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا.

وبذلك يتحقق الامتداد الجغرافي لـ"دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم قبل أيام والتي تمتد من مناطق يملك التنظيم فيها نفوذاً في شرق وشمالي العراق، مع المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا بدءاً من دير الزور الحدودية مع العراق مروراً بالرقة المعقل الرئيسي لـ"الدولة الإسلامية" ومناطق بشمال محافظة حلب(شمال) يسيطر عليها التنظيم.

وأعلن أبو محمد العدناني، الناطق باسم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو ما يعرف بـ(داعش)، الأحد الماضي، عن تأسيس "دولة الخلافة"، في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم في العراق وسوريا، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين" بعد مبايعته من قبل مجلس شورى التنظيم، وذلك بحسب تسجيل صوتي منسوب له بثته مواقع جهادية.

ودعا العدناني باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم لمبايعة "الدولة الإسلامية"، بعد شطب اسم العراق والشام من اسمها.

وسيطرت قوات المعارضة قبل عامين على أحياء في مدينة دير الزور ومعظم مساحة ريفها، فيما لم يتبقَّ تحت سيطرة النظام السوري سوى بعض الأحياء في المدينة ومطارها العسكري وبعض المقرات العسكرية الأخرى، وجميع هذه المعطيات كانت قبل تغير الخريطة بسيطرة "الدولة الإسلامية" مؤخراً على معظم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المحافظة.

ترك تعليق

التعليق