قوات الأسد "تكاد" تُحكم السيطرة على أكبر المدن الصناعية بسوريا

أحرزت قوات الأسد تقدما في اتجاه مدينة حلب في شمال سوريا، بسيطرتها على المنطقة الصناعية شمال شرق المدينة، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري أمس الجمعة.

في المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية سيطرت على "أجزاء كبيرة" من المنطقة، مشيرا إلى أن السيطرة الكاملة عليها من شأنها إقفال المدخل الشمالي الشرقي للمدينة على مقاتلي المعارضة.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب الصناعية بالكامل".

وبث التلفزيون السوري صورا من المنطقة أظهرت دمارا جزئيا لعدد من الأبنية الممتدة على مساحات شاسعة تفصلها شوارع واسعة.
وقال مراسل التلفزيون في المكان "إن هذا الإنجاز تم بعملية نوعية محكمة بدأت بالسيطرة على عدد من القرى المجاورة للمدينة ودخولها من عدة محاور".

وأفاد المرصد السوري من جهته عن "سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الفئة الثالثة في المدينة الصناعية (المؤلفة من ثلاث فئات) وعلى ما يقارب نصف الفئة الأولى، وبذلك تكون قد سيطرت نارياً على الفئة الثانية في الشيخ نجار".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "في حال سيطروا على كل المدينة، يغلقون المنافذ للمقاتلين من جهة المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب"، وهو منفذ أساسي للمعارضة المسلحة من المدينة وإليها.

وتقع هذه المدينة الصناعية التي تعد أكبر المدن الصناعية السورية على بعد 15 كلم شمال شرق حلب بين محوري طريق الباب القديم وطريق المسلمية القديم، وتمتد على مساحة 4412 هكتارا.

وكانت المدينة التي افتتحت منذ نحو ست سنوات، وهي أحد الرموز لنجاح حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا، تنشط في مجالات صناعية عدة منها الغذائية والنسيجية والهندسية والكيميائية والبرمجيات، بالإضافة إلى انتشار مكاتب للشحن فيها.

ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من تمكن القوات النظامية من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لأكثر من عام، ما أتاح لها قطع طريق إمداد رئيسي آخر للمعارضين.

كما يأتي بعد سلسلة نجاحات عسكرية للقوات النظامية في الأشهر الماضية، لا سيما في ريف دمشق وفي مدينة حمص (وسط).

وتشهد مدينة حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012. وتنقسم السيطرة على أحيائها بين النظام في الأحياء الغربية، ومقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الأحياء الشرقية.

ويتقاسم مقاتلو المعارضة و"الدولة الإسلامية" السيطرة على أرياف حلب. وتخوض كتائب المعارضة المسلحة معارك عنيفة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في عدد من مناطق الريف.

 

ترك تعليق

التعليق