صورة بأسعار البيض: مأساة الغوطانيين بين ناري الحصار والجشع

تكفلت صورة واحدة قال ناشط "دوماني" إنه االتقطها من إحدى المحلات بالغوطة.. تكلفت بشرح كثير من فصول المعاناة التي يعيشها الغوطانيون بين أكثر من نار، وأشدها سعيراً نار حصار النظام ونار جشع التجار.

ففوق عبارة رمضان كريم، وضع تاجر مواد غذائية تسعيرة لصحن البيض المؤلف من 30 بيضة محدداً إياها بـ2900 ليرة، أي بما يقارب 96.5 ليرة للبيضة الواحدة، وهو سعر يقل فقط بـحوالي 3.5 ليرات عن سعر البيضة بالمفرق!

واللافت أن التاجر ضمّن ورقة التسعيرة فئة ثالثة من البيض، وهو البيض المكسور، الذي يمكن أن يكون قد "نشف" أو "فسد" نتيجة دخول الهواء إليه، وهو بيض لا يقبل السوريون شراءه عادة، ويطلبون من البائع تبديله إن وجدوه ضمن صحن البيض الذي يتسوقون، خوفاً من أن يسبب تناوله لهم التسمم، عطفاً على أن التسمم بالبيض من أخطر أنواع التسمم.

وقد حدد التاجر سعر البيضة المكسورة، أي شبه الفاسدة، بـ75 ليرة!

وتضع مثل هذه الصورة الحبر على كثير من نقاط المأساة المعيشية للغوطانيين الذين ما زالوا يصرون على البقاء في بلداتهم المحاصرة، أو حتى أولئك الذين لم تسعفهم الحال للخروج من فك الحصار. لكن بشاعة الصورة تزداد عندما تنضم إليها أخبار عن أسعار مواد أخرى من بينها قالب الثلج (لوح البوظ) الذي قارب سعره ألفي ليرة، وصولاً إلى كيلو الملح – نعم الملح- الذي يعادل 700 ليرة!، حسب الناشط صاحب صورة البيض.

ترك تعليق

التعليق