الحشائش الطبق الرئيس لمئات العائلات في الحجر الأسود

563 يوماً عمر الحصار المفروض على الحجر الأسود جنوب دمشق حيث تتفاقم المأساة الإنسانية وتزداد الأوضاع سوءاً مع انعدام المواد الغذائية والطبية داخل الحي بسبب الحصار المفروض عليه من قبل قوات النظام ومليشيات عراقية من لواء أبو الفضل العباس وعصائب أهل الحق تقاتل إلى جانبه.

وحسب تقرير أرسله الناشط الإعلامي رامي السيد لـ "اقتصاد"، أودى الحصار بحياة 63 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال قضوا بسبب الجفاف والجوع ونقص الرعاية الطبية

يتحدث أبوصالح، الناشط الإعلامي: "نستقبل شهر رمضان هذا العام في ظل أسوء ظروف إنسانية تمر على الحي، لا غذاء ولا دواء، أضف إلى ذلك قيام قوات النظام بقطع المياه عن الحي منذ أكثر من شهر لزيادة الضغط على القوى الثورية للقبول بهدنة على غرار المناطق المجاورة "يلدا –ببيلا-وبيت سحم".

ويضيف أبو صالح قائلاً: "يضطر الأهالي للسير مسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة للحصول على مياه صالحة للشرب".

ويعتبر الحجر الأسود من أول الأحياء التي انخرطت في الثورة السورية منذ 21 -3-2011 وشهدت مظاهرات عارمة ضد نظام الأسد. تلا ذلك عدة اجتياحات قامت بها قوات النظام للحي الفقير الذي يقطنه حوالي 600 ألف نسمة غالبيتهم من أبناء الجولان السوري الذي احتلته إسرائيل عام 1967 وخليط من اللاجئين الفلسطينيين وأبناء بعض المحافظات السورية الذين قصدوا دمشق للعمل.

هجره غالبية أبنائه بسبب القصف المستمر بعد سيطرة الجيش الحر على الحي نهاية العام 2012. بينما يعاني قرابة 20 ألف نسمة، هم من تبقى داخل الحجر الأسود، غالبيتهم من النساء والأطفال، ويلات الحصار والجوع مع غياب أبسط مقومات الحياة الإنسانية.

تتحدث سلمى: "أنا أم لأربعة أطفال، وهم بحاجة إلى الغذاء، وأنا لا أملك أي مورد مالي، وزوجي معتقل، نخرج أنا وأطفالي يومياً إلى المطابخ الخيرية لنجلب بعض الطعام، هو قليل جداً ولا يكاد يكفي، ولكن ما باليد حيلة، وهنالك بعض الجيران يقدمون لنا بعض من الكوسا التي زرعوها في حديقة المدرسة القريبة منا بين الحين والآخر، ولكن نحن بحاجة لحل ينهي معانتنا وينقذ أبنائي من الجوع، لا أريد أن أخسر أحداً منهم كما كثيرون من أبناء الحي قضوا جوعاً.

اضطر السكان لأكل الحشائش والتي أصبحت الطبق الرئيسي لمئات من العائلات نتيجة غلاء المواد الغذائية إن توفرت، حيث وصل سعر كيلو الأرز إلى 10000 ليرة سورية أي ما يعادل 80 دولاراً، ليعود وينخفض إلى 2000 ليرة مع دخول بعض المساعدات إلى الأحياء التي دخلت في هدنة مع نظام الأسد.

وبين اليوم والأمس، لا تزال الكهرباء مقطوعة. عامان عاشهما من تبقى على ضوء الشموع، بينما تقتصر الخدمات على إزالة بعض النفايات وتزويد الأهالي بمياه الشرب عبر صهريج تابع للمجلس المحلي.

يقول محمود عباس، مسؤول الإغاثة في الحجر الأسود: "نحن نعمل بالرغم من ضعف الإمكانيات وشح المواد الغذائية على تزويد الأهالي بالطعام عبر مطبخ خيري تم إنشاؤه في الحي بدعم من مؤسسات خيرية، لكن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بكارثة إنسانية، إن لم يتم التدخل لتداركها.

ويناشد عباس الحكومة المؤقتة والمنظمات الإنسانية تكثيف جهودها لإنهاء الحصار المفروض على الحي.

ترك تعليق

التعليق