أين طُبعت الـ500 ليرة الجديدة؟

يعتزم مصرف سوريا المركزي طرح ورقة نقدية جديدة من فئة 500 ليرة سورية خلال أيام، وقد تصدّت صحيفة "الوطن" المخلوفية لمهمة تبرير طباعة هذه الأموال السورية، وبهذا التوقيت تحديداً، مقدمةً تبريراً حاولت من خلاله الابتعاد عن أي تفسير قد يقترب من احتمال طباعة العملة دون تغطية. كما تجنبت الصحيفة تسمية البلد الذي طُبعت فيه هذه الكميات الجديدة من الليرة السورية.

وحسب المركزي السوري فإن الورقة النقدية الجديدة شبيهة بالورقة النقدية المتداولة من نفس الفئة، وأنها ستكون قيد التداول خلال مدة تتراوح بين 3 إلى 6 أيام على اعتبار أن طرحها في التداول لا يمكن إلا بموجب مرسوم خاص يصدر في هذا الشأن.

وحسب مصادر "الوطن" فإن الورقة النقدية الجديدة قد طُبعت خارج سوريا ولم تطبع في أوروبا (بالنظر إلى أن الحكومة السورية في فترة ما قبل الأزمة كانت قد تعاقدت مع دار الطباعة النمساوية لطباعة الأوراق النقدية السورية من فئات مختلفة) مع الأخذ بعين الاعتبار أن النقود الجديدة وصلت إلى دمشق منذ ما يقارب الأيام الثلاثة بالطائرات موضبة ضمن صناديق.

ونفت مصادر "الوطن" المملوكة لابن خال الأسد، رامي مخلوف، أن تؤثر الورقة النقدية الجديدة على القدرة الشرائية لليرة السورية "بحال من الأحوال"، بالنظر إلى أنها من نفس قيمة الورقة القديمة وليست من قيمة أعلى منها، كما أن الورقة الجديدة لن تسبب "بأي شكل من الأشكال" زيادة في معدل التضخم المسجل حالياً في الاقتصاد السوري.

وخلصت مصادر "الوطن" إلى أن الغاية الأساسية من طرح ورقة الـ 500 الجديدة هي "مسألة المزايا الأمنية التي تجعل من الصعب جداً تزويرها أو محاولة تزويرها تبعاً لبعض الحالات التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال الفترة الماضية لتزوير الأوراق النقدية السورية ولاسيما الأوراق النقدية من فئة 500 ليرة سورية والتي برز منها محاولة في مدينة الميادين في محافظة دير الزور عندما حاول الإرهابيون طباعة ورقة الـ500 ليرة سورية وترويجها ولكنهم فشلوا في هذه المحاولة فشلاً ذريعاً تبعاً لسذاجة الطباعة وعدم تمكنهم من تزوير المزايا الأمنية والعلامات المائية والسرية الموجودة فيها، في إطار محاولات عدة قام بها الإرهابيون لتزوير العملات السورية ذات القيم العالية".

لكن في مقابل الذريعة التي أوردتها صحيفة "الوطن" التي تمثّل مصالح النخبة الضيقة المحيطة بالأسد، فإن طرح ورقة الـ 500 الجديدة قد تطرح شكوكاً في أن تكون طُبعت من غير تغطية بالعملة الصعبة، خاصة أن مصادر "الوطن" لم تحدد البلد الذي طُبعت فيه أوراق العملة الجديدة، واكتفت بنفي أن تكون البلد أوروبية، ربما في إشارة ضمنية إلى نفي أن تكون روسيا هي الجهة التي طبعت هذه الأموال، بعد ما أُشيع في السنتين السابقتين من حديثٍ عن قيام نظام الأسد بطبع فئات من الليرة السورية في روسيا دون تغطية.

ورغم أن مصادر "الوطن" أرجعت قرار طبع ورقة الـ 500 الجديدة إلى مجابهة محاولات تزويرها من جانب "الإرهابيين"، إلا أنها في الوقت نفسه نفت أن يكون "الإرهابيون" نجحوا في مساعيهم للتزوير، واصفةً مساعيهم بـ "الساذجة"، مما يخلق تناقضاً منطقياً يُضعف الحجة التي تذرعت بها حكومة الأسد في تبرير طبع هذه الكميات من الليرة، في هذا التوقيت تحديداً.

ترك تعليق

التعليق