عشرات العائلات المسيحية نزحت من الموصل بعد إنذار "الدولة الإسلامية"

قال أحد مسيحيي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق، إن عشرات العائلات المسيحية نزحت عن المدينة بعد "وثيقة المصير" التي أصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية" بخصوصهم.

وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال دريد حكمت طوبيا أحد المسيحيين النازحين عن الموصل، إن أكثر من 100 عائلة مسيحية نزحت عن المدينة بعد الإنذار الذي أصدره تنظيم "الدولة الإسلامية" لهم، يخيرهم فيه بالرحيل أو دفع الجزية أو إعلان الإسلام.

وأوضح طوبيا أن بعض عناصر التنظيم صادروا من النازحين المسيحيين الذين كانوا يتوجهون إلى مناطق أخرى في محافظة نينوى أو إقليم شمال العراق، متعلقاتهم الشخصية مثل السيارات وهواتفهم النقالة ومصوغات ذهبية، كما تمت مصادرة بعض منازلهم، والسبب هو أنهم "نصارى"، على حد قوله.

ولفت إلى أن إنذار "الدولة الإسلامية" للمسيحيين جاء بعدما تخلف رجال الدين المسيحي في المدينة عن حضور لقاء كان من المقرر أن يجمعهم مع قياديين في التنظيم، الخميس الماضي، ما دفع التنظيم إلى إصدار "وثيقة المصير" بخصوص المسيحيين، أمس الجمعة، ووضع "خيارات صعبة" أمامهم.

وتقول مصادر صحفية عراقية إن عدد المسيحيين في الموصل لا يتجاوز بضع مئات وذلك بعد نزوح الآلاف منهم خلال السنوات العشر الماضية، وازدادت حركة النزوح بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون له عليها يونيو/حزيران الماضي.

ولم يتسنّ التحقق مما ذكره طوبيا من مصدر مستقل، كما لم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من تنظيم "الدولة الإسلامية" على ما ذكره، بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.

وأمهلت "الدولة الإسلامية" في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، المسيحيين المتواجدين في المدينة حتى ظهر اليوم السبت، لبيان موقفهم من "الدولة"، وذلك في الوثيقة التي أصدرها وألقيت خلال خطب الجمعة في مساجد المدينة.

ووضع التنظيم ثلاث خيارات أمام المسيحيين في الموصل وهي إما مغادرة المدينة، أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو إعلان الإسلام.

ولفتت الوثيقة إلى أن اللقاء الذي كان من المقرر أن يعقد بين قياديي التنظيم ورجال الدين المسيحي، كان لعرض الخيارات الثلاثة أمامهم، إلا أن الأخيرين تخلفوا عن الحضور، ما دفع لإصدار الوثيقة التي تتضمن تلك الخيارات.

وأضاف الخطباء أن "أمير المؤمنين"، في إشارة إلى زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، أمهل الذين لا يريدون إعلان إسلامهم أو أخذ عهد الذمة، حتى الساعة 12 من ظهر اليوم بتوقيت بغداد (9) تغ، وذلك للجلاء بأنفسهم فقط من حدود "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم مؤخراً في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، وبعد ذلك الموعد "ليس بين التنظيم وبينهم إلا السيف".

وفرضت "الدولة الإسلامية"، أو ما يعرف بـ"داعش"، على المسيحيين في محافظة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا، فبراير/ شباط الماضي، "الجزية" مقابل إعطائهم "الأمان والتزامهم بأحكام الذمة"، بحسب منظمة حقوقية سورية.

وفي بيان أصدره، "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الذي يعرّف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا، قال فيه إن "داعش" أصدر بياناً نص على "عهد الأمان الذي أعطته الدولة الإسلامية لنصارى الرقة مقابل التزامهم بأحكام الذمة"، ولن يشر البيان إلى إجبار التنظيم على المغادرة أو اعتناق الإسلام.

ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحون سنة متحالفون معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل من بينها مدينة الموصل، في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.

وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار غربي العراق.

فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسبوع الماضي.

 

ترك تعليق

التعليق