شركات الطيران العالمية لم تستجب بعد: أوروبا وأمريكا تلبيان نداء إسرائيل وترفعان حظر الطيران

يبدو أن محاولات الجهات الرسمية الأوروبية والأمريكية المعنية بقطاع الطيران العالمي الاستجابة لنداء إسرائيل برفع الحظر عن الطيران إليها بفعل رشقات صواريخ حماس، لم تُعطي أُكلها حتى الآن، إذ لم تستجب معظم شركات الطيران العالمية للقرارات الرسمية الأوروبية – الأمريكية بهذا الخصوص.

وأُلغيت (144) رحلة من أصل (244) كان مقرر قدومها إلى مطار "بن غوريون" في العاصمة الإسرائيلية "تل أبيب" في الـ (24) ساعة الأخيرة، بسبب "مخاطر أمنية".

وأجلّت بعض شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى إسرائيل (24) ساعة، فيما ألغى الكثير منها رحلاتها بسبب المخاطر الأمنية، حيث قررت أكثر من (30) شركة طيران من بينها الخطوط الجوية التركية والفرنسية، وشركة الطيران الألمانية (لوفتهانزا)، إضافة إلى الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) توقيف كافة رحلاتها إلى إسرائيل عقب سقوط صاروخ بالقرب من مطار "بن غوريون".

وكانت المديرية العامة للطيران المدني التركية أعلنت توقيف رحلاتها إلى المطار المذكور اعتباراً من مساء الثلاثاء الفائت، فيما رفعت إدارة الطيران الفيدرالي الأميركي صباح اليوم قرارها الذي اتخذته الثلاثاء الماضي بمنع شركات الطيران الأميركية تسيير رحلات إلى إسرائيل.

ويحمل مطار بن غوريون الذي يعد بوابة إسرائيل الوحيدة نحو العالم والمُسمى نسبة إلى مؤسس دولة إسرائيل، وأول رئيس وزراء لها، أهمية كبيرة لاقتصاد إسرائيل، حيث استخدم (14,2) مليون شخص المطار العالم الفائت، (20%) منهم كانوا رجال أعمال قدموا لإسرائيل لأغراض تجارية، لذلك فإلغاء الرحلات إلى المطار من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على الحياة التجارية للبلد.

من جانب آخر، تكسب إسرائيل من السياحة سنوياً (8) مليارات دولار، والتي تشكل قرابة (2%) من الناتج القومي الإجمالي لها، في الوقت الذي ينتظر فيه أن يشهد قطاع السياحة انخفاضاً بسبب المخاطر الأمنية في إسرائيل.

وتعد هذه المرة هي الأولى التي تلغي شركات الطيران العالمية رحلاتها على مطار بن غوريون منذ عام (1991)، الذي شهد إلغاء الشركات العالمية رحلاتها بسبب إطلاق الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين لصواريخ من طراز سكود على تل أبيب إبان حرب الخليج.

من جانبها، أوضحت شركة طيران "العال" – كبرى شركات الطيران الإسرائيلية- في بيان لها أمس الأربعاء أن خسائر إسرائيل جراء إلغاء الرحلات قد يصل إلى (40) مليون دولار، فيما زادت من رحلاتها بعد إيقاف العديد من شركات الطيران العالمية لرحلاتها.

كما دعا وزير النقل الإسرائيلي " إسرائيل كاتز"، شركات الطيران الأميركية لإعادة رحلاتها إلى طبيعتها، مشيراً أن المطار آمن، مدعيّاً أن إيقاف شركات الطيران لرحلاتها يعد بمثابة "مكافئة للإرهاب".

وفي نفس السياق، ذكر مسؤولون في شركات طيران أن استهداف طائرة الركاب المدنية الماليزية لدى مرورها فوق الأراضي الأوكرانية، جعل الركاب أكثر حذرا تجاه الرحلات الجوية.

في السياق ذاته، رفعت سلطات الطيران الأمريكية حظرا على رحلات الطائرات الأمريكية إلى تل أبيب كان قد فرض لمدة يومين بسبب الهجمات الصاروخية من قطاع غزة لكن كثيرا من شركات الطيران العالمية الأخرى تجنبت السفر إلى إسرائيل.

وقالت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية في بيان صحفي " قبل اتخاذ هذا القرار عملت إدارة الطيران الاتحادية مع نظرائها في الحكومة الأمريكية لتقييم الوضع الأمني في إسرائيل وراجعت بحرص المعلومات الجديدة المهمة والاجراءات التي تتخذها حكومة إسرائيل للحد من المخاطر المحتملة على الطيران المدني."

ولم تستجب شركات طيران أمريكية مثل دلتا ايرلاينز وأمريكان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز على الفور لطلبات بالتعقيب خارج ساعات العمل الأمريكية المعتادة.

وحظرت شركات أجنبية أخرى الرحلات لإسرائيل في ظل حالة تأهب قصوى بعد اسقاط طائرة ماليزية فوق منطقة قتال في أوكرانيا الأسبوع الماضي. وواصلت الشركات الإسرائيلية عملها.

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري ان نجاح حماس في اغلاق المجال الجوي الإسرائيلي هو انتصار عظيم للمقاومة وفشل مروع لإسرائيل يدمر صورة قوة الردع الإسرائيلية.

واستقرت بورصة تل أبيب وسعر الشيقل دون تغيير فيما لم يبد المتعاملون اهتماما يذكر بوقف الرحلات الجوية.

وفي الموضوع ذاته، قالت وكالة سلامة الطيران الأوروبية يوم الخميس إنها ستلغي تحذيرها الذي يوصي شركات الطيران بعدم السفر لإسرائيل بعد أن سمحت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية لشركات الطيران الأمريكية بمواصلة رحلاتها.

وقال دومينيك فودة وهو متحدث باسم الوكالة "نحن بصدد رفع التوصية بتجنب السفر لمطار تل أبيب."

ونشرت وكالة سلامة الطيران في وقت لاحق توصيتها الخاصة وفي نهاية المطاف ألغت 30 شركة طيران أجنبية رحلاتها إلى إسرائيل في اليومين الاخيرين.

ترك تعليق

التعليق