بعد أداء القسم الدستوري.. وزراء الأسد في ماراثون تمسيح الجوخ

بدأ وزراء حكومة النظام بالتسابق على صفحات المواقع والصحف الموالية من أجل إثبات ولائهم أكثر لبشار الأسد، علّهم يستطيعون الحصول على مقاعد جديدة في حكومته المزمع تشكيلها.

وعلى اعتبار أنهم يعلمون من أين تؤكل الكتف جيداً، ويحفظون أقصر طريق إلى مقاعد السلطة فإن معظمهم اليوم قد حفظ خطاب القسم الدستوري الذي ألقاه رئيسهم مؤخراً، وبات أقصى أهدافه ترجمة أحرفه، وكلماته على أرض الواقع.

وبات الشغل الشاغل لمجلس الوزراء هو تطبيق ما جاء في القسم، وذلك بعد أن وجه رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي وزراءه بإعداد الرؤى والخطط كافة لترجمة خطاب القسم على أرض الواقع ورفعها إلى مجلس الوزراء خلال مدة أسبوع فقط، وبالتالي فإن معاناة المواطنين اليوم مؤجلة في المجلس حتى إشعار إعداد الخطط لترجمة خطاب الأسد.

أما وزير التربية هزوان الوز فقد عقد اجتماعاً مستعجلاً مع لجان تطوير المناهج التربوية من أجل إعطاء تعليماته التي تلخصت كما أوردت إحدى المواقع الإلكترونية الموالية للنظام بوجوب ترجمة كلمات الأسد في تطوير المناهج الدراسية، حيث استشف الوز بأن الأسد وخلال أدائه القسم أراد المناهج "تربوية لا تعليمية" وبالتالي أكد وزير التربية على ضرورة ترجمة هذه الرؤية إلى إجراءات عملية في الميدان التربوي.

ولم يكتفِ الوز بهذه التوجيهات إنما ذهب أبعد من ذلك، حيث رأى بأنّ النظام التربوي بالكامل في سوريا يجب أن يهتدي بتوجيهات بشار الأسد، مبيناً أن هذه التوجيهات من شأنها إعداد المواطن السوري المتكامل الشخصية فكرياً وروحياً وجسدياً، حسب وصفه.
وركز وزير التربية على مواد اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية الدينية والتاريخ، وطالب موجهي تلك المواد بمتابعة العمل بهدف تحقيق ما وصفه بتوجيه بشار الأسد ورؤيته في مجال تطوير المناهج التربوية بشكل عملي.

وفي هذا الإطار علّق ناشط حقوقي معارض، فضل عدم ذكر اسمه، بأن ما يحدث اليوم هو أمر اعتاد عليه الشعب السوري على مدار الأربعين عاماً الماضية سواءً للأسد الأب أو الابن، على اعتبار أن هذا النظام جعل من مسؤوليه على مدار السنوات مجرد أتباع له كلما أظهروا ولاءهم أكثر احتفظ بهم، وإلا استغنى عن خدماتهم، وحرمهم من سرقة الشعب السوري ومقدرات البلاد.

وتابع الناشط الحقوقي إن مايحدث اليوم إنما هو ماراثون "تمسيح الجوخ" كما يطلق عليه السوريون، من أجل تحصيل مكاسب أكبر من النظام، والاحتفاظ بالسلطة التي تمكنهم من جمع ثروات هائلة لايمكن تحصيلها بمكان آخر.

إلا أنّ الناشط الحقوقي وجد أن موضوع تغيير المناهج التربوية حسب رؤية نظام الأسد، إنما هي إشارة خطيرة يريد من خلالها غسل أفكار جيل كامل من الأطفال، وإعدادهم حسب ما يريد هذا النظام الذي يرتكب مجازره بالصغار قبل الكبار.

وبيّن المصدر أن أيام الثمانينات تعود بقوة، فخطة النظام اليوم هي دس سمومه في مناهج الطلاب وأفكارهم كما يدسها في هوائهم وحياتهم.

ترك تعليق

التعليق