دمشق..أسعار اللحوم تُغيّبها عن مائدة الأسرة السورية

ارتفعت أسعار اللحوم خلال الأسابيع الماضية في أسواق دمشق حيث وصلت أرقاماً غير مسبوقة، وتراوح سعر كيلو لحم العجل في محال بيع اللحوم بين 1800 إلى 1900 ل.س، في حين يترواح سعر كيلو لحم الخاروف بين 2200 إلى 2500ل.س.

ويتزامن هذا الارتفاع في أسعار اللحوم مع قلة في الكميات المعروضة في السوق وشحها في بعض المناطق وخاصة الأرياف الخاضعة لسيطرة النظام.

وأدى غلاء ثمن اللحوم إلى عزوف نسبة كبيرة من العائلات السورية عن شرائها، على الرغم من أنها تعتبر مادة رئيسية على مائدة الإفطار السورية، وبالتالي لجأت تلك الأسر إلى الاستغناء عن اللحم في مأكولاتها، واستبدالها بالخضار كمكون غذائي بديل.

وبين أحد الخبراء الاقتصاديين المعارضين أن لمشكلة توافر اللحوم الحمراء وغلاء ثمنها عدة أسباب من أبرزها استمرار المهربين بتهريب هذه المادة إلى لبنان والأردن والعراق، على الرغم من قرارات حكومة النظام المتكررة بمنع تصديرها، مشيراً إلى أن عمليات التهريب تتم دون قدرة حكومة النظام من السيطرة عليها.

وتابع المصدر إن السبب الآخر هو عدم توافر الأعلاف اللازمة لتربية المواشي وغلاء ثمنها في السوق السوداء، وهو ما يترافق مع عدم قدرة وزارة الزراعة في حكومة النظام على تأمينها للمربين، مما أدى إلى انسحاب العديد منهم من التربية، أو اللجوء لتهريبها، وهو ما أثّر على أعداد المواشي السورية بشكل عام.

وبيّن المصدر أن مشكلة اللحوم في سوريا بدأت تظهر منذ بداية العام الماضي، حيث لجأ المربون إلى ذبح إناث الماشية، وهو ما أثر على أعدادها، مبيناً أن استمرار هذا الوضع إنما ينبئ بكارثة حقيقية بالنسبة للثروة الحيوانية السورية.

يذكر أنّ منظمة "الفاو" بينت أن ما نسبته بين 10 إلى 30% من إجمالي أعداد المواشي الحلوب والمجترات الصغيرة في سوريا دخلت إلى لبنان في ظل انهيار الخدمات البيطرية في سوريا، وغياب أي رقابة عبر الحدود، مشيرة إلى أن هناك نحو 250 رأساً من المواشي تدخل لبنان يومياً.

ترك تعليق

التعليق