في دمشق.. الخسة بـ 200 ليرة وصحن السلطة بات من الكماليات

يبدو أن أسعار الخضار والفواكه لم ترأف بأحوال السوريين وأوضاعهم المعيشية المتدهورة.

فبعد أن بدأت معظم العائلات السورية بالتركيز على الخضروات كمكونات غذائية بديلة على اعتبار أن أسعارها أرحم على جيوبهم من اللحوم التي غلا ثمنها بطريقة جنونية، بدأت أصناف الخضروات تدخل شيئاً فشيئاً إلى حيز الكماليات بالنسبة للعائلة السورية لترتفع أسعارها هي الأخرى، وأضحى بعضها خارج قدرتهم المادية بأشواط.

أما صحن السلطة الذي تصنفه الأسرة ضمن "أطباق المقبلات" على المائدة، فباتت تكلفته اليوم تزيد عن الطبق الرئيسي الذي يمكن أن يضم اللحوم، وذلك بعدما وصل سعر الخسة في الأسواق إلى 200 ل.س أي ما يعادل الـدولار ونصف الدولار، في حين أنّ سعر كيلو البندورة يباع بـ 250 ل.س، أما ثمن كيلو الخيار فيصل أيضاً إلى 200.

وبالتالي فحسبة بسيطة تبين أنّ صحن السلطة بات يكلف العائلة اليوم حوالي الـ 600 ل.س أي ما يعادل 4 دولار، في وقت ما يزال متوسط الدخل في سوريا يعادل 150 دولارا فقط.

اما المواطن سوري فيقف عاجزاً أمام هذا الوضع المتردي الذي ارتفعت فيه أسعار المنتجات الزراعية بشكل خاص أكثر من ثلاثة أضعاف عن أسعارها المألوفة، في وقت تعتبر سوريا بلدا زراعيا بامتياز.

وفي هذا السياق لم يخفِ خبير زراعي معارض، فضل عدم ذكر اسمه، بأن الوضع الزراعي بات متدهوراً في سورياً، مبيناً أنه من الطبيعي اليوم أن تصل أسعار الخضار والفواكه إلى أسعار خيالية مع ارتفاع تكلفة الإنتاج، وصعوبة نقل المنتجات بين المحافظات، فضلاً عن احتدام المعارك في الأرياف السورية بشكل عام.

وبيّن الخبير الاقتصادي، بأنه بعد وصول سعر الخسة في أسواق دمشق إلى 200 ل.س، فإن الوضع ينبئ بكارثة حقيقية يمكن أن تعيشها الطبقة المتوسطة التي لم تعد قدرتها الشرائية تحتمل مزيداً من الارتفاع في الأسعار حيث لم يكن سعر الخسة في دمشق يزيد عن 30 ل.س.

ترك تعليق

التعليق