حكومة الأسد تخالف "ألف باء" الصناعة في الشيخ نجار بحلب

يقوم مسؤولو حكومة النظام، من حين لآخر، بخطوات منفصلة عن الواقع، يحاولون من خلالها الإيحاء بالثقة حيال "انتصار" النظام، لكنهم في الوقت نفسه يُسيئون لمصداقيتهم في صفوف أنصارهم قبل معارضيهم.

من أمثلة ذلك، قرار وزارة الإدارة المحلية في حكومة الأسد منح 100 مليون ليرة لإعادة تأهيل مقرات الإدارة في المدينة الصناعية بالشيخ نجار بحلب. هذه الخطوة تأتي في سياق بروباغندا داوم عليها نظام الأسد لأكثر من سنة عبر الترويج لاستعادته المُرتقبة للشيخ نجار، والتي تحققت مؤخراً بالفعل. والترويج هنا يستهدف قطاع رجال الأعمال من صناعيين، ويريد أن يقول لهم إنني أملك القدرة على إعادة إحياء الصناعة في عاصمتها السورية، حلب. لكن هذه البروباغندا باتت متهالكة مؤخراً، رغم نجاح النظام في تحقيق وعدها باستعادة الشيخ نجار، أكبر المدن الصناعية السورية، فالمنطقة ما تزال منطقة اشتباكات، وتتالى المعارك على جبهتها، وتتساقط قذائف المعارضة على قوات النظام في داخلها، كما تعرض النظام لعدد من الخسائر المُوجعة خلال اليومين السابقين في المنطقة ذاتها.

قرار وزارة الإدارة المحلية المُشار إليه أُعلن عنه في اجتماع لمحافظ حلب التقى فيه مع مجلس إدارة المدينة الصناعية بالشيخ نجار، مشيراً إلى نية حكومة الأسد تقديم التسهيلات والدعم اللازم للصناعيين للإقلاع بمنشآتهم والبدء بالعملية الإنتاجية.

لم تذكر وسائل إعلام النظام التي تناقلت خبر الاجتماع وبعض ما دار فيه، إن كان أحد أعضاء مجلس إدارة المدينة الصناعية بالشيخ نجار قد سألوا محافظ حلب عن مستقبل الوضع الأمني للمنطقة، عقب إعطاب دبابة لقوات الأسد فيها منذ يومين، وتعرضها لرشقات من قذائف الهاون، فهي جبهة مشتعلة بين النظام والمعارضة المسلحة.

ورغم أن "ألف باء" عالم الأعمال، وخاصة الصناعة، يقوم على أساس الاستقرار الأمني، فإن نظام الأسد يخالف هذه البديهية، ويتحدث عن إعادة تأهيل البنى التحتية في مدينة صناعية تقع على خط اشتباك، ووضعها الأمني على "كف عفريت".

بكل الأحوال، يسير نظام الأسد ومسؤولوه جميعاً وفق منهجية ثابتة تقوم على إنكار الواقع، والتصرف وكأنه غير موجود، وفق مبدأ "اكذب اكذب حتى تصدق كذبتك". لكن بروباغندا استعادة الأمن في حلب ومحيطها، خاصة في مدينتها الصناعية الكبرى، لا تبدو أنها ما تزال مقنعة، خاصة أن أمن النظام بات في خطر في مواقع كان من المفترض أنها آمنة أكثر من نظيرتها في حلب، فها هي "الدولة الإسلامية –داعش" تقترب من ريف حماه الشرقي "السلمية"، وتتوغل من حين لآخر في ريف حمص الغربي "حقل الشاعر"، فيما تعزز فصائل معارضة مسلحة تقدمها في جبهة حماه الشمالية "مورك".

لكن كل ما سبق، من غير المُتوقع أن يؤثر على منهجية مسؤولي نظام الأسد الثابتة، المُعتمدة على إنكار الواقع، وادعاء الثقة، حتى تحت قذائف الهاون في مدينة، يُفترض أن تحوي مصانع مُزدهرة.

ترك تعليق

التعليق

  • جعلتني اكتب منفعلا انت لا تؤمن ولا تريد غير ان يؤمن اذا المطلوب منك باعلامك هذا ونحرضك خراب البلد بأنك لاترحم ولا تريد ان تنزل الرحمة على عباد الله سلاحكم شحادة صدقني توجيهاتكم من الخارج للخلاص منكم ومن امثالكم اظروا بمنظار العقل لا بمنظار الاهواء هلا كل ذلك البعد قصير النظر الم يوصلكم الى هذا الموصول الم تتعلموا من النجارب ام المعاندة والعند كفر
  • الكتب السماوية تقر ان هناك آخرة على علم لماذا اعلم بانك تعلم هذا اليوم كيوم استلام الجلاء المدريسي في نهاية العام الدراسي (ليعلم الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)