مشكلة محصول القمح في تفاقم .. والنظام لازال يذر الرماد في العيون

مازال النظام السوري يخرج بين الفينة والأخرى ليطمئن السوريين بأنَّ وضع مخزون القمح السوري جيد.

حيث بيّن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام خلال تصريح جديد له لإحدى الصحف المرتبطة بالنظام أنّ مخزون القمح المتوفر لدى سوريا جيد، وأن استيراده يتم وفق العقود القديمة.

وأكد أن الوزارة تواكب باستمرار أعمال مراكز تخزين وصوامع الحبوب في دمشق وريفها، للاطمئنان على وضع الطاقة التخزينية للحبوب والمطاحن لاستمرار تأمين مادة الخبز للمواطنين.

ولعل إصرار النظام على إثبات أن مخزونه من القمح الذي يعد محصولاً استراتيجياً بالنسبة لسوريا إنما يعطي دلالات واضحة بأن هناك مشكلة ما تحيط بالمخزون، خاصة أن تصريحات مسؤولي النظام تتزامن مع تصريحات تطلقها المنظمات الغذائية الدولية بأن زراعة القمح تتراجع في سوريا وهو ما يهدد المخزون في البلاد.

وأكد خبير زراعي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنّ تصريحات النظام ليست سوى تطمينات واهية، حيث اعتاد الكذب والتضليل في التعامل مع الشعب السوري خلال السنوات الماضية.

وعزا الخبير رأيه على اعتبار أنّ الواقع يؤكد وجود مشكلة في إنتاج القمح السوري، وذلك اعتماداً على إجراءات حكومة النظام نفسها التي رفعت سعر ربطة الخبز إلى 25 ل.س بعد أن كانت تعتبر هذا الأمر خطاً أحمر لايجوز تجاوزه، وهو ما تزامن مع ارتفاع سعر الربطة في السوق السوداء لتصل إلى 50 ل.س في بعض من أحياء دمشق.

كما إن النظام كما تابع المصدر بدأ باستيراد القمح من إيران وبعض الدول الأخرى التي يدعوها بالصديقة، في وقت يعتبر القمح من المحاصيل التي كانت سوريا من البلدان الأوائل في تصديره.

ورأى الخبير أن النظام يحاول ذر الرماد في العيون فهو لا يتجرأ على قول الحقيقة بأن أغلبية المساحات المزروعة بهذا المحصول باتت خارج سيطرته.

يذكر أن منظمات دولية أكدت في تقرير صادر عنها تراجع إنتاج القمح السوري لعام 2013 بشكل ملحوظ وتدهور إلى مستوى أدنى من المعدل بسبب تزايد كثافة الاضطرابات.

وذكر التقرير أن الإنتاج الحالي للقمح يبلغ 2,4 مليون طن، أي أقل بأربعين بالمائة مما كان قبل بدء الثورة السورية عام 2011.
وقدّر التقرير حاجة سوريا من للقمح المستورد بـ 1,5 مليون طن للفترة 2013-2014.

ترك تعليق

التعليق