بوتين: ندرس إقامة منطقة للتجارة الحرة مع مصر وسنمدها بـ 5 مليون طن قمح

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إمكانية إقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر، والاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا، ويضم أيضا روسيا البيضاء وكازاخستان.

وأضاف بوتين فى مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، عقد اليوم الثلاثاء، في سوتشى الروسية، أن روسيا ومصر تدرسان إقامة منطقة تجارة حرة. وقال بوتين إن روسيا ومصر لاعبان كبيران في مجالى الغاز والنفط، وهناك فرص تعاون واعدة.

وقال بوتين إن مصر ستشهد الفترة القادمة، قدوم وفود سياحية روسية كبيرة، ستفوق مستويات العام الماضي، وأن روسيا ستزود مصر بما لا يقل عن 5 مليون طن قمح خلال العام الجاري، وكذلك ستزيد حجم واردتها من المنتجات الزراعية المصرية.

ومصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وتشتري في العادة حوالي 10 ملايين طن سنويا من الأسواق الدولية، وتستخدم خليطا من القمح المحلي والمستورد لبرنامجها للخبز المدعوم.

وقال بوتين "روسيا سوف تسهل دخول السلع المصرية إلى السوق الروسية". وأشار بوتين إلى أن مصر مستعدة لزيادة حجم صادراتها الزراعية، إلى روسيا بواقع 30 % قريبا، وذلك بعد ارتفاع صادراتها بنفس النسبة في وقت سابق.

كانت الحكومة المصرية قالت أمس الاثنين، إنها تدرس تلبية احتياجات السوق الروسي من المنتجات المصرية خاصة الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية وذلك بعد إعلان الحكومة الروسية عن تركيز استيراد احتياجاتها الغذائية من عدة الدول، منها مصر، بعد حظر استيرادها من عدة دول تشارك في فرض عقوبات اقتصادية عليها.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية وروسيا خلال عام 2013 نحو 14 مليار دولار احتلت مصر منها مرتبة الصدارة بمبلغ 2.9 مليار دولار، وذلك وفقا لتصريحات استانيسلاف يانكوفيتس مدير عام مجلس الأعمال الروسي العربي، في منتصف شهر مارس/ أذار الماضي.

ووصل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، إلى روسيا الاتحادية، في زيارة تمتد ليومين يعقد خلالها مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تستهدف تدعيم العلاقات الثنائية بي البلدين فى شتى المجالات، حسب بيان للرئاسة المصرية.

وقال الرئيس المصري في المؤتمر الصحفي، إنه ناقش مع الرئيس الروسي العلاقات الثنائية بين البلدين، وآليات وأطر التعاون بين الجانبين.

وقال السيسى " تناولنا سويا أطر وآليات دعم وتطوير التعاون في مختلف المجالات، ولا سيما المجال الاقتصادي، والتجاري، والاستثماري، الذى استحوذ على رصيد كبير في المباحثات". وقال السيسي "عكست نقاشاتنا وجود آفاق رحبة في هذا المجال".

وأضاف الرئيس المصري أن نقاشاته مع الرئيس الروسي امتدت إلى بحث خطوات نحو تحرير التجارة بين مصر والتجمع الآسيوي الذى تقوده روسيا، وإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، والتي ستكون إحدى المكونات المكملة لمشروع قناة السويس الجديدة.

وقال السيسي " المنطقة الصناعية الروسية في مصر، والتي ستكون إحدى المكونات المكملة لمشروع قناة السويس الجديدة الذى أطلقته مصر الأسبوع الماضي، والذى تعهدنا عند افتتاحه بإتمامه، خلال عام واحد من العمل الدؤوب والمتواصل بسواعد أبناء مصر الكرام".

وأعطى السيسي، الثلاثاء الماضي، إشارة بدء تنفيذ مشروع "قناة السويس الجديدة"، وبدأ الأحد الماضي العمل الفعلي في حفر القناة الجديدة، وهو عبارة عن ممر ملاحي يحاذي الممر الملاحي الحالي، يمتد بطول 72 كيلو متر، منها 35 كيلومترات حفر جاف، ونحو 37 كليو متر توسعة وتعميق لأجزاء من المجرى الحالي للقناة، بجانب إنشاء 6 أنفاق لسيناء تمر أسفل القناة.

كما قال السيسى إن المباحثات امتدت إلى التعاون فى قطاع الطاقة الهام والحيوي، والذى يشكل أحد اهم مجالات العمل المشترك، وبما يحقق المصلحة المشتركة للطرفين.

وقال السيسى إنه ناقش مع بوتين موضوعات متعلقة بملفات صادرات مصر الزراعية إلى السوق الروسية .

وقال السيسى " ناقشنا آفاق تجديد وتطوير مشروعات عملاقة، كان الاتحاد السوفيتي سباقا إلى إقامتها فى مصر، والتي يشكل الكثير منها العمود الفقري للصناعة المصرية".

وقال السيسى إنه بحث مع بوتين آفاق التعاون في القطاع السياحي وإن مصر تتطلع لزيادة أعداد السائحين الروس، وخاصة مع هدوء واستقرار الأوضاع. وتعد مصر أحد أبرز الوجهات السياحية للسياح الروس، وبلغت إيرادات مصر من السياحة الروسية نحو 1.3 مليار دولار خلال 2012.

وانخفضت الأعداد السياحية الوافدة إلي مصر بنسبة 25٪ خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل عدد السائحين إلي نحو 4.5 مليون سائح، في حين تراجعت الإيرادات السياحية بنسبة 24.7% لتصل إلي نحو 3 مليارات دولار، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية.

وكان إيهاب بدوي، المتحدث باسم الرئاسة، قد صرح في وقت سابق، بأن "المباحثات بين الرئيسين السيسي وبوتين تشمل مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن ليبيا، وذلك اتصالا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق".

وفي فبراير/ شباط الماضي، زار عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، رفقة نبيل فهمي وزير الخارجية في حينها، موسكو، في زيارة جاءت ردا على الزيارة التي أجراها سيرغي شويغو، وزير دفاع روسيا، وسيرغي لافروف، وزير الخارجية، إلى القاهرة في الـ14 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتقيا فيها عددًا من المسؤولين المصريين، وهو ما اعتبره مراقبون تقاربا مصريا روسيا، فيما تحدثت تقارير صحفية روسية عن صفقة سلاح وشيكة بين البلدين.

ترك تعليق

التعليق