ناشط لـ "اقتصاد": طُلب مني 600 ألف ليرة للحصول على جواز سفر بدمشق

روى ناشط إعلامي لـ"اقتصاد" أنه قد طُلب منه، في فرع الهجرة والجوازات بدمشق، مبلغ 600 ألف ليرة سورية للحصول على جواز سفر "نظامي"، لأنه يُعد "مطلوباً" أمنياً من جانب النظام.

الناشط، الذي فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أكد أن موظفاً في أحد أفرع الهجرة والجوازات أخبره أن بإمكانه إصدار جواز سفر لأي "مطلوب أمني للنظام" بسعر 600 ألف ليرة سورية، حتى لو كان من المنشقين.

وأضاف الناشط: "في الآونة الأخيرة أصبحت فروع الهجرة والجوازات مصدرا ماليا أساسيا بالنسبة للنظام السوري، فبعد أن كانت تكلفة الجواز لا تتجاوز 5 آلاف ليرة للأشخاص غير المطلوبين، ويُشترط حضورهم لفرع الهجرة، باتت تكلفة جواز السفر الآن تصل إلى 50 ألف ليرة سورية".

المعلومات السابقة أكد الناشط أنها أكيدة في فرع الهجرة والجوازات بدير الزور تحديداً، بناء على تجربته. وعقّب بأن تكلفة جواز السفر دون حضور صاحب العلاقة تصل إلى 150 ألف ليرة سورية، للأطفال والنساء، وقد تصل إلى 200 ألف ليرة للشاب أو الرجل السوري، وذلك في حال لم يكن "مطلوباً" أمنياً من جانب النظام.

يُذكر أن فرع الهجرة والجوازات بدير الزور يقع في حي الجورة بالمدينة، وهو الحي الذي ما تزال قوات النظام تسيطر عليه حتى الآن.

أما بالنسبة لحالات النصب في قضية استصدار جوازات السفر، فيعتقد الناشط أنها تنحصر، في معظم الحالات، برفع التكلفة، لكن في نهاية المطاف يمكن الحصول على جواز السفر، في حال القدرة على الدفع، فقد تحولت القضية، حسب الناشط، إلى استغلال لأوضاع السوريين.

الناشط الإعلامي الذي وصف نفسه بـ "التعبان"، أكد لـ"اقتصاد" أنه "مات ميتة موتة" حتى استطاع الخروج من ريف دير الزور.

يُذكر أن معظم ريف المحافظة المذكورة بات تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية –داعش" منذ أسابيع.

وتُعد قضية جوازات السفر من أكثر وسائل استغلال السوريين رواجاً من جانب النظام، الذي يستفيد مالياً من هذه القضية، وفي نفس الوقت، يستخدمها كسلاح يُشهره ضد كل معارض أو "مطلوب" أمنياً من جانبه، في الداخل السوري، وفي الخارج.

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة قد وعد بحل هذه المشكلة منذ أشهر، وتحدث سفير الائتلاف في قطر، نزار الحراكي، عن خطوات جادة لاستصدار جوازات سفر للسوريين من جانب الائتلاف المعارض، منذ شهر نيسان الفائت. لكن لم تحصل أية تطورات إيجابية على هذا الصعيد منذ ذلك الحين.

ترك تعليق

التعليق