شبح "داعش" يخيم على شمال حلب ويثير موجات نزوح جماعي

شهدت معابر حدودية بين سورية وتركيا بداية حركة نزوح جماعي لعائلات من مدينة حلب السورية بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق ريف حلب الشمالي وزيادة قصف قوات النظام للمدينة.

وشهد معبر باب السلامة خلال اليومين الماضيين على الحدود السورية ـالتركية ازدحاماً شديداً لعائلات قررت الذهاب إلى تركيا بعد سيطرة تنظيم الدولة على العديد من قرى ريف حلب الشمالي، وقال سكان محليون لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “علينا أن نتوقع كارثة ونزوحاً جماعياً لتركيا لعشرات الآلاف إن استمر تقدّم تنظيم الدولة، والآن نشهد طلائع النازحين الجدد على أبواب الحدود مع تركيا”.

ووفق مصادر محلية، فقد سيطر تنظيم الدولة التكفيري على قرى عديدة في شمال حلب منها بلدة صوران التابعة لمدينة اعزاز وقرى احتميلات ودابق وأرشاف وكذلك على قرية المسعودية والعزيزية ومدينة أخترين وقرية تركمان بارح والغوز التابعتين لها، وكلها في الريف الشمالي، وشهدت غالبية هذه القرى والبلدات موجات نزوح كبيرة لمعظم السكان بعد قصف التنظيم لمنازلهم بالأسلحة الثقيلة.

وأكّد ناشطون أن التنظيم المتشدد قتل وأعدم بعد سيطرته على هذه القرى العشرات من مقاتلي الكتائب الثورية والجيش الحر، ويحاول دفع السكان لإخلاء أماكن سكنهم، ومازال يواصل تقدمه باتجاه الشمال، ويساعده في تقدّمه قصف قوات النظام لبلدات وقرى معاقل لمسلحي المعارضة السورية من الجيش الحر والكتائب الثورية الإسلامية الأخرى.

وتقول مصادر محلية إن بلدة أخترين منطقة استراتيجية لتنظيم الدولة الإسلامية، لأنها تفتح الطريق أمامه باتجاه بلدة مارع التي تعد أهم معاقل الجبهة الإسلامية، كما تفتح الطريق نحو مدينة اعزاز وبالتالي معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، واللتين من المتوقع أن تكونا الهدف القادم له.

وكان التنظيم قد أعلن عن معركة أسماها (الثأر للعفيفات) في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات يخوضها مع الجيش الحر منذ عدة أشهر، انسحب على إثرها الجيش الحر والكتائب الإسلامية المتبقية هناك بما فيها جبهة النصرة.

إلى ذلك نقلت مواقع معارضة أن بعض فصائل المعارضة المسلحة أنشأت غرفة عمليات مشتركة من أجل وقف تمدد تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي واستعادة السيطرة على المدن التي سيطرت عليها، ومن بينها حركة نور الدين زنكي وجبهة النصرة وحركة المجاهدين والجبهة الإسلامية وغيرها.

وترجّح مصادر محلية أن يسيطر التنظيم على ريف حلب الشمالي خلال أيام ما لم تحشد المعارضة السورية بمختلف توجهاتها لصده، وتقول إن هناك مخاوف من تنفيذ التنظيم إعدامات جماعية أخرى في الأماكن التي يسيطر عليها تباعاً.

ترك تعليق

التعليق