محافظة دمشق تحاول معالجة أزمتها المرورية.. والشبيحة يعترضون

الجدال مع سائق التكسي، بسبب عدم التزامه بتعرفة العداد، أو لاختياره السير في طرقات طويلة و مزدحمة، هي إحدى التفاصيل اليومية التي اعتاد سكان دمشق خوضها في أيامهم العادية، فباتت جزءاً من تقاليد العيش في العاصمة، إلا أن حواجز النظام المنتشرة بكثافة وإغلاق معظم الطرقات الرئيسية والفرعية، واستيلاء الشبيحة على معظم تكاسي سائقي الغوطتين، جعل اختيار التكسي كوسيلة نقل، مجازفة تستحق التفكير جيداً قبل الإقدام عليها، خاصة بعد أن صار سائق التكسي يحدد التعرفة على مزاجه، وانتشرت حالات الخطف التي أكد الأهالي أن سائقي التكاسي هم في معظم الحالات منفذوها.

من تكسي إلى سرفيس يقول الناشط الميداني في تنسيقية دمشق مازن.ع، إن محافظة دمشق تحاول معالجة النتيجة وليس السبب، فعوضاً عن قيامها بفتح بعض الطرقات الرئيسية أو إعادة السيارات إلى أصحابها وتعميم قرارات تُفرض على عناصر الحواجز تتعلق براحة المواطنين وأمنهم، أصدرت المحافظة قرارا بتحويل بعض سيارات التكسي إلى سرافيس، ويوضح الناشط أن قرار المحافظة يقضي بتحديد 12خط سير بشكل مبدئي يربط شوارع دمشق ببعضها بواسطة سرافيس تكاسي، وينص القرار على تلوين التكاسي بلون يتيح للمواطن تميزها.

 ولكن، وفق الناشط، لم تلقَ التجربة -المطبقة بشكلٍ غير منظم في بيروت- أي رواج في دمشق، والسبب جاء على لسان أهل النظام، إذ أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في “محافظة دمشق” هيثم الميداني: “إنه بعد تحديد تعرفة التكسي سرفيس بـ50 ليرة سورية للراكب، واعتماد 12 خطاً مبدئياً لربط أطراف المدينة بوسطها، ووجوب توشيح السيارات العاملة في المنظومة، وعدم السماح لها بالعمل خارج الخط المخصص، فإن التعرفة لم تلق إلى الآن قبول السائقين ومالكي سيارات الأجرة"..

 ويعلق الناشط: لا يمكننا الحكم على أن جميع سائقي التكاسي في دمشق هم من الشبيحة، ولكن 90% منهم هم كذلك، ولذلك يُخشى أن تستمع المحافظة لرغباتهم على حساب مصالح المواطن، ويدلل الناشط على كلامه بأن شرطة المرور لم تعد قادرة على ضبطهم، لأن سلطة الشبيحة في دمشق هي أقوى من سلطة شرطة المرور.

 

ترك تعليق

التعليق