بلدية الشويفات اللبنانية تمنع إيواء السوريين الأجانب!

سياسة "رد الجميل" وصلت إلى بلدية الشويفات اللبنانية التي كان مستثمروها ينعمون بمردود مدارسهم الخاصة المسماة بـ "الشويفات" في كل أنحاء سوريا ويراكمون الثروات تحت اسم هذه المدارس التي كانت أقساطها الخيالية تصل إلى 200000 ليرة سورية سنوياً.

وها هي بلدية الشويفات تصدر قراراً يقيّد حركة السوريين ويضيّق عليهم حياتهم الضيقة أصلاً في لبنان هذه الأيام بذريعة مراعاة الظروف الراهنة وحرصاً على المصلحة العامة ومصلحة الشويفات.

ولم تتوانَ البلدية المذكورة عن الاعتراف بأنها اتخذت هذا القرار بعد التفاهم مع الأحزاب والتنسيق مع كافة الأجهزة الأمنية بما فيها طبعاً حزب الله في لبنان الذي لا يبدو محتاجاً لدف كي يرقص على آلام السوريين، كما يقول ناشطون.

وجاء في قرار بلدية الشويفات أن على مالكي العقارات السكنية وغير السكنية الإبلاغ عن النازحين السوريين القاطنين في كنفهم أو ضمن أملاكهم الخاصة. كما يُمنع إشغال الوحدة السكنية لأكثر من عائلة واحدة كمعيار أساسي في عملية تأجير المأجور الواحد لهم، وسيترتب على المؤجرين المخالفين إجراءات قانونية صارمة بدءاً بتعديل الرسوم الضرائبية على القيمة التأجيرية.

ونص القرار المذكور على منع إيواء العمال السوريين في الغرف والمستودعات والملاجئ والأبنية قيد الإنشاء دون كفالة متعهد أو مقاول أو مهندس معروف يُعرّف عنهم ويضمن إقامتهم ويتحمل المسؤولية عن وجودهم تحت طائلة الإخلاء الفوري ودون سابق إنذار، فالعقوبة هنا لا تطول من يؤوي اللاجئين السوريين ببدل آجار مرتفع غالباً، بل هؤلاء المستأجرين الغلابة الذين لا حول لهم ولا قوة وألغى القرار كافة التصاريح السابقة العائدة لمؤسسات تجارية في مدينة الشويفات.

كما منع تجوّل الدراجات النارية والأجانب (المقصود بهم السوريين حصراً)، بعد الساعة التاسعة ليلاً وحتى السادسة صباحاً تحت طائلة الحجز والتوقيف.

ونص قرار الشويفات على منع إيواء أي نازح سوري جديد اعتباراً من تاريخ نشر الإعلان وهذه الفقرة تتنافى مع الفقرة التي تشير إلى ضرورة أن تكون هناك كفالة متعهد أو مقاول أو مهندس معروف يعرف عن هؤلاء المأويين.

وطالب القرار من أصحاب المؤسسات ضمن نطاق الشويفات البلدي الإبلاغ عن العاملين السوريين وتزويد البلدية بلوائح أسمية تتضمن كافة المعلومات عنهم.

وأشار الناشط "صفوان الخطيب" لـ "اقتصاد" إلى أن الأمن العام اللبناني قام في الآونة الأخيرة بمداهمة أماكن سكن اللاجئين السوريين في مختلف مناطق لبنان بحجة أو من دون حجة عقب أحداث عرسال التي فتحت شهية الجيش والأمن اللبناني في اعتقال السوريين الذين بات قسم منهم يلتزم أماكن الإيواء نظراً للإجراءات التعسفية التي تطالهم، وأضاف الناشط الخطيب أن هذه الاعتقالات لم تقتصر على منطقة ما نظراً لطبيعة المناطق ذات الطائفة السياسية أو الدينية التي تؤيد أو تعارض نظام الأسد، فالمناطق كلها كانت هدفها المشترك اعتقال السوريين ناهيك عن حملات التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى طرد السوريين وعدم تأجيرهم أو حتى قتلهم في بعض الأحيان، وبحسب الناشط الخطيب، فإن معاناة اللاجئين في لبنان كبيرة ولا تختصر في سطور نظرا للعدد الكبير للاجئين السوريين في لبنان وتشتت الرأي السياسي اللبناني والدولي في احتواء الأزمة.

يُذكر أن جماعة (حبيب قلبي) و (تقبرني) كانوا يسرحون ويمرحون في حمص وغيرها من المحافظات دون قيود أو شروط، ويتسوقون كل ما يجدونه في طريقهم من (البابوش إلى الطربوش) -كما يقال- بأسعار بخسة ليبيعوه في لبنان بأسعار سياحية، وكانت بيوت السوريين وقلوبهم مفتوحة لهم ولكن كما قال الشاعر:
"ومن يصنع المعروف في غير أهله........... يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم"

ترك تعليق

التعليق