رغم الحصار.. بيت للمونة في الغوطة الشرقية

بدأت الغوطة الشرقية بحصاد محاصيلها الصيفية المخصصة للحفظ ضمن ما يسمى مشروع "بيت المونة" الذي أطلقه المكتب الإغاثي الموحد.

البساتين التي تم زراعتها مخصصة لتكفي سكان الغوطة لما يقارب ثلاثة أشهر فقط، فهي لتأمين العيش الكفاف وتلافي أخطاء الشتاء الفائت حيث حصد الجوع حياة عشرات المحاصرين، بعد أن تغذوا على الحشائش والأعلاف.

الناطق باسم المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية بشر الشامي يؤكد أن هذا المشروع أتى ليحمي أهالي الغوطة المحاصرين منذ ما يزيد عن عامٍ ونصف من الموت جوعاً، حيث تم اختيار المزروعات القابلة للتخزين والتجفيف مثل الكوسا والباذنجان والبندورة للكونسروة، مبتعدين عن المنتجات التي تحتاج إلى الحفظ في البرادات لعدم توافر الكهرباء.

ويؤكد الشامي أن الإنتاج سيتم توزيعه على العائلات إلى جانب نشاط آخر يقوم به المكتب، وهو تشجيع الأهالي على الزراعات المنزلية سواء على أسطح البيوت أو في المساحات الزراعية المتوفرة، لكنه هذا لم يلق الاستجابة المناسبة حتى الآن.

ويشكو الشامي من ضعف التمويل، لأن الجهات المتبرعة يهمها الشهرة أكثر مما يهمها التبرع بحد ذاته، كما أن أحداً لا يستجيب لمطالب العاملين في الإغاثة لذلك يعملون وفق الإمكانيات المتوفرة.

وينوه الشامي إلى مشروع تربية الأرانب الذي ضاع في أدراج الحكومة المؤقتة، ولا نعرف عنه أي شيء حتى الآن.

وخلال الشتاء أيضاً يستعد المحاصرون للزراعات الشتوية حيث لا يتوقف العمل فقط على الصيف، رغم مخاطر تعرض المناطق الزراعية للقصف أو الاستهداف لكن لا حيلة أمام الماشطون سوى العمل والزراعة، ويؤكد الشامي أنهم يريدون أن يأكلوا مما يزرعون، بحيث لا يحتاجون إلى عقد صفقاتٍ مع النظام.

ورغم أن هذه المنتجات لا تؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لكن يعتبر فيها المحاصرون نقطةً مضيئة لاستمرار الحياة في الغوطة على الرغم مما تعانيه، وهنا يشير أحد الناشطين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن المشاريع الزراعية على اختلافها تؤمن على الأقل المواد الأولية للمطابخ الجماعية المنتشرة في الغوطة، لا سيما في ظل احتكار تجار الحرب والموت للمنتجات، أو بيعها في الأسواق بأسعارٍ مرتفعة.

ويؤكد الناشط أن بعض هذه المشاريع تتم محاربته من الداخل لأن من يتاجر في قوت الناس مستغلاً الحصار ليس من مصلحته تأمين المنتجات الزراعية بشكلٍ مجاني، فمنذ بدء الحصار هناك مجموعات تحمل السلاح وقادرة على إدخال الطعام للغوطة لكنها لا تفعل ذلك لأنها مستفيدة من غلاء الأسعار حيث استطاعت أن تشكل ثروات، أو أنها تقوم بتخزين ما تستطيع تأمينه من المنتجات في مخازنها الخاصة وتقوم بتوزيعه فقط على عناصرها، لتستميل الناس إليها.

ويعتبر الناشط أن مشروع "بيت المونة" وغيره من المشاريع يخفف الظلم الذي يعيشه الناس بسبب هذه الممارسات ويساعد على كسب الحاضنة الشعبية التي ضاقت ذرعاً بسبب الجوع والحصار والموت.

ترك تعليق

التعليق