"بدنا نعيش" صرخة من مخيم اليرموك لأجل الحياة

لم يستسلم المحاصرون في مخيم اليرموك لقدر الموت الذي يحاول الحصار فرضه عليهم، حيث أطلق ناشطون حملة "بدنا نعيش"، هدفها تحريك الرأي العام للضغط من أجل فك الحصار عن المخيم.

الحملة تم إطلاقها بعد أن فشلت محاولات تطبيق مبادرة تحييد المخيمات، وبعد أن تجاوز عدد شهداء الجوع في مخيم اليرموك لوحده أكثر من 79 مدنيا، بفعل حصارٍ مستمرٍ منذ ما يقارب 400 يوم، وكل المساعدات الإنسانية التي دخلت لم تغطِّ أكثر من 1% من الحاجة الفعلية للمخيم.

الحال اليوم في مخيم اليرموك ما زال كما الأمس، حيث تدخل المساعدات يوماً لتنقطع مقابلها عشرة أيام، إذ توقفت منذ عشرة أيام المساعدات عن الدخول إلى المخيم، وتتناقص موارد الأهالي وما خزّنوه من المساعدات الماضية، أما المواد المتوافرة في المناطق المجاورة للمخيم والتي دخلت في هدنٍ مع النظام، مثل بيت سحم وببيلا، فالأسعار فيها مرتفعة ولا يقدر أهالي المخيم على الشراء، كل ذلك وأكثر جعل أبناء المخيم يرفعون الصوت بندائهم "بدنا نعيش".

ونشر القيّمون على الحملة فيديوهات لأبناء المخيم وهم يرددون بكبارهم وصغارهم شبانهم وشيوخهم كلمة واحدة "بدنا نعيش"، خاتمين الفيديو بعبارةٍ تعبر عن لسان حال المحاصرين "المخيم مو حجر المخيم بشر المخيم أنت يا خيا".

ويشارك بالحملة معظم المنظمات والمشاريع الإنسانية القائمة في المخيم، فـ"بدنا نعيش"، تتضمن كل مناحي الحياة وليس الطعام وحسب، لذلك قامت منظمة "جفرا" بتنظيف الشوارع في المخيم منعاً لانتشار الأوبئة، في حين مازالت المؤسسات العاملة في الشأن الإغاثي مستمرة كمؤسسة بصمة الاجتماعية التي بدأت منذ نحو شهرين بزراعة "بستان الشهداء" في المخيم.

والعيش أيضاً ليس هذا فقط فالمخيم ما زال يضج بالحياة رغم الموت، هذا ما يقوله أحد الناشطين في المخيم، حيث تستمر أيضاً الأنشطة الرياضية، عبر النادي الصيفي الرياضي الكشفي، ويضيف الناشط بدنا نعيش ليست مجرد كلمة، إنها فعل يتم ترجمته في المخيم بشكلٍ حقيقي، لأن الجميع لا يريد للمخيم أن يبقى حياً، ونحن نصر أننا ولدنا من أجل الحياة.

ويضيف الناشط أن تحييد المخيم وللمرة الحادية عشر تم تعطيلها بعد أن تم الاتفاق على كل التفاصيل وبدأت الناس بالدخول إلى المخيم تعطل الاتفاق دون أن نعرف الأسباب، كل ذلك دفعنا كأهالي المخيم إلى إطلاق هذه الحملة.

ويؤكد الناشط أن أهالي المخيم اليوم لا يريدون مزيداً من الدماء، ولا يريدون سلاحاً، يريدون فقط أن يعيشوا، الحاضنة الشعبية تعبت، لا سيما أن طبيعة المخيم لا تسمح له بتحقيق أي نوع من الاكتفاء الذاتي لأنه لا يملك مساحات زراعية كافية، لأجل كل ذلك "بدنا نعيش".

 

ترك تعليق

التعليق