شاهد عيان يروي لـ "اقتصاد" تفاصيل مرعبة: عصابات بلطجة تروّع العائلات السورية اللاجئة في مصر وتسلبهم كل ما يملكون!

لحظات رهيبة أشبه بأفلام الرعب عاشها لاجئون سوريون في مصر يوم الأربعاء الماضي أثناء خروجهم لركوب قوارب الموت والهجرة غير الشرعية التي أودت بحياة المئات من السوريين، ولكنهم واجهوا الموت قبل أوانه وخاضوا تجربة مرعبة لاحول لهم فيها ولاقوة أمام "بلطجية" من أصحاب السوابق تعاملوا كوحوش ضارية مع هؤلاء اللاجئين فاعتدوا عليهم وأرهبوهم وسلبوا منهم "تحويشة الموت" تحت تهديد السلاح بحسب شاهد عيان كان أحدالضحايا.

"مدين يوسف" الشاب السوري الذي كان ضحية هذه الاعتداءت روى لـ"اقتصاد" تفاصيل ماجرى قائلاً:

يوم الأربعاء الماضي خرجت مع مجموعة من اللاجئين في طريق الهجرة إلى ايطاليا بحراً، كنا 75 لاجئاً سورياً و15 مصرياً عدا الأطفال الصغار، وفي طريق "شط المعمورة" اعترضت السرافيس التي كانت تقلنا سيارتان تضمان 15 مسلحاً قاموا بإيقافنا وخطفوا سائق السيارة التي كنت فيها، وقام أحد أفراد العصابة بقيادة السيارة وأخذونا إلى محل مكنسيان (كراج لتصليح السيارات)، فأغلقوا علينا الباب وقاموا بإدخالنا دورياً إلى غرفتين تشبهان الخرابة وسلبوا الأموال التي بحوزتنا وكذلك الجوالات وجوازات السفر، وبلغ مجموع ما سلبوه حوالي 18 ألف يورو و20 ألف جنيه، وسلبوا مني شخصياً 1000 يورو، كما سرقوا من السرافيس الأخرى حوالي مليونين ونص جنيه بين الذهب والجوالات، وبعد ذلك قاموا بإركابنا في السيارة التي كنا فيها وضربوا شخصين منا، ثم أعادونا إلى الطريق العام حيث تركونا وفروا، وبعد قليل عاد السائق المخطوف فقام عدد من الأشخاص الذين معنا بالتهجم عليه وتكسير السرفيس احتجاجاً على ما حصل لهم، وهرب السائق فنزلنا من السرفيس.

300 بلطجي بالمطاوي والسواطير!

ويضيف يوسف: كنا حوالي 13 شخصا اثنان منا مصريان وتفرقنا بعد الحادث وبعضنا رجع إلى القاهرة، وركبت أنا مع صديق لي في تكسي وعدنا إلى شط المعمورة غير مصدقين ما حدث لنا، ويستطرد قائلاً: في الطريق رأينا 4 سرافيس تحمل لاجئين سوريين يتبعها سرفيس يقل عدداً من المصريين، وذهبت مع صديقي في اليوم الثاني لاسترجاع بطاقات الخطوط وعندما عدنا التقينا شاباً حمصياً روى لنا أن العائلات التي رأيناها في السرافيس تعرضت للبلطجة وللسرقة كما تعرضنا نحن حيث قام البلطجية بالاعتداء على النساء والرجال وترويعهم، وبعد ذلك التقينا ثلاث عائلات حمصية ذكروا أنهم يستريحون في حافلاتهم بجانب بساتين على الطريق فخرج عليهم حوالي 300 بلطجي يحملون الأسلحة والمطاوي والسواطير وأنزلوهم من السرفيس وقسموهم إلى مجموعات وقاموا بتفتيشهم والتحرش بالنساء بادعاء تفتيشهن ذاتياً، ومن دافع من الرجال عن عرضه قاموا بضربه حتى "صار دمه حميمه" -حسب وصف يوسف- وهناك نساء خرجن بمفردهن دون أزواجهن فقام أفراد العصابة بنزع حجاباتهم، وإحداهن –كما يقول يوسف- كان معها ثلاثة أطفال صغار وأخرى تدعى "أم عبد الله حلبية" كانت معها طفلة صغيرة قام أفراد العصابة بسرقة سبايك ذهب منهن ومبلغ 17 ألف دولار، وروى اثنان ممن كانوا معنا في السرفيس أنهم رأوا أفراد العصابة يقومون بإيقاف أحد السرافيس وتشليح راكبيه بالقرب من الطريق العام وقبل أن يتركوهم قاموا بإطلاق الرصاص في الهواء وإحدى اللاجئات تعثرت ووقعت على الأرض فسحبوها واعتدوا عليها، وهناك عائلات هربت إلى بيوت قريبة من الطريق العام وبعضهم ركضوا وهم في حالة يُرثى لها على الطريق العام دون أن يسألهم أحد مابهم أويسعفهم، وثمة شاب صغير لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره كان مع أمه وأخته ولأنه دافع عنهما من تحرشات أفراد العصابة قاموا بضربه بعنف على رأسه ويده وقدميه ورأيت إصابته بعيني، ولم يسلم أحد من الرجال في رحلة الموت من الضرب بل إن اثنان منهم تم طعنهم بالسكاكين.

الشكوى والخوف من الانتقام !

ويستطرد الشاهد "مدين يوسف" في سرد الوقائع المروّعة لما جرى قائلاً:

عدت أنا ورفيقي إلى القاهرة يوم الخميس وعرفت أن هناك أربعة شركاء في رحلة الموت هذه اثنان منهما مصريان (حمدي وخضر وأبو إبراهيم أبوعلي) وأبو علي هو الوحيد الذي بقي في الساحة، وقام بتأمين مبالغ ليطعم ويسكن العائلات التي اعتدي عليها رغم أنهم ضربوه وشتموه، أما باقي المجموعة فكان تواصلهم مع الضحايا من خلال الاتصالات الهاتفية فقط، وعُرف من السماسرة السوريين كلٌ من أبو معن -فادي- أنس عز الدين وأبو طلال وأبو كمال.

وأكد يوسف أن الأمن المصري ورغم مرور أسبوع على الحادث تقريباً لم يلق القبض على أحد من أفراد العصابة رغم أن 7 منهم معروفون بالإسم من قبل الأشخاص المصريين الذين كانوا معنا، لأن (الطاسة ضايعة)، كما ُيقال وخاصة في الإسكندرية، كما لم يجرؤ أحد من الضحايا على الشكوى لدى لسلطات خوفاً من الانتقام.

ترك تعليق

التعليق