اجتماع رفيع المستوى لبحث أوضاع السوريين بتركيا...وقرارات تتعلق بالعمالة والزواج والأطفال

عقد مسؤولون أتراك رفيعو المستوى لقاءً تشاروياً في العاصمة أنقرة، لبحث وضع السوريين، بعد الحوادث التي تكررت في مدن جنوب تركيا. وقد صدر بيان يتضمن أبرز التوصيات التي خرج بها المسؤولون الأتراك بهذا الخصوص.

وحسب خبر نشرته وكالة الأناضول التركية فقد عقدت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، يوم أمس، الجمعة، اجتماعاً مخصصاً لأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا برئاسة نائب رئيس الوزراء "بشير أطلاي" استمر لمدة 7 ساعات.

وكان ناشط تركي من أصل سوري قد أضاف لـ "اقتصاد" تفاصيل أخرى لم يذكرها خبر وكالة الأناضول، بخصوص مضمون البيان الصادر عن المسؤولين الأتراك.

وأضاف الناشط لـ"اقتصاد" أن اجتماع المسؤولين الأتراك، ضم إلى جانب نائب رئيس الوزراء التركي، 7 وزراء في الحكومة التركية، ومسؤولين أمنيين وعسكريين، ومسؤولين محليين من جنوب تركيا.

وحسب الناشط، فقد أشار البيان الصادر عن المجتمعين إلى أن 480 ألف من السوريين بتركيا لم يسجلوا أنفسهم كلاجئين طوعاً، وتعهد البيان بتسجيلهم قسراً.

وحسب خبر وكالة الأناضول، فقد نصت توصيات الاجتماع المخصص للشأن السوري على زيادة التعاون مع مختلف مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني من أجل مكافحة العنصرية والتفرقة وكراهية الأجانب، والعمل على استكمال استصدار هويات ذكية (بيومترية) لكافة السوريين في تركيا بعد استصدارها لـ 750 ألف شخص حتى الآن، إضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحد من ممارسة الأعمال التي تخل بالنسيج الاجتماعي التركي، كالتسول وممارسة البغاء وتعدد الزوجات والعمل بدون رخص.

كما أوصى البيان بزيادة فرص استيعاب الطلاب السوريين في المدارس وتوفير التعليم لهم وتعليمهم اللغة التركية بغية تجنيبهم المشاكل الاجتماعية، وتخصيص مراكز إيواء للسوريين المشردين في جميع المدن التركية، والاستمرار في تقديم العناية الصحية الأساسية وتخصيص عيادات خاصة في المناطق التي يسكن فيها السوريون.

وحسب الناشط التركي الذي خصّ "اقتصاد" بتفاصيل إضافية من محتوى البيان، أكد المسؤولون الأتراك أن نسبة الجرائم المرتكبة من جانب سوريين في تركيا، هي متدنية جداً، وهي أدنى من المعدل العالمي العام، وأن جهات محلية مُغرضة تضخم هذه الجرائم وتضيف إليها إشاعات وأكاذيب وتروجها. وحسب البيان فإن نفس هذه الجهات المغرضة تروج للكراهية العنصرية وتحاول نشرها، وتعهد المسؤولون الأتراك بأن يكونوا لهم بالمرصاد.

وذكرت وكالة الأناضول التركية أن بيان هيئة الكوارث أشاد بالتزام عموم السوريين بالقوانين التركية واحترامهم للعادات والتقاليد، مع الإشارة إلى أنَّ بعض الحوادث استغلت بوجه غير صحيح لتشويه صورة السوريين، وممارسة التضليل الإعلامي بها.

وأضاف الناشط لـ"اقتصاد" أن المسؤولين الأتراك تعهدوا، حسب البيان الصادر عنهم، بتنظيم العمالة السورية في تركيا كي لا يتم استغلال العامل السوري لينال حقه كاملاً. كما تعهدوا بتنظيم زواج السوريات من أتراك، ولن يسمح أبداً بأن تكون السورية هي الزوجة الثانية للمواطن التركي، بل الأولى حصراً.

وأضاف المسؤولون حسب البيان، بأنه سيتم إلحاق كافة الأطفال السوريين ممن تقل أعمارهم عن 15 سنة بالمدارس قسراً، ولن يسمح بإلحاقهم بسوق العمل أبداً.

وختم البيان، حسب الناشط، بأنه سيتم اعتبار كافة جرائم التهريب عبر الحدود جرائم عادية، قديمة حديثة، مستمرة كأي مدينتين متجاورتين على الحدود في العالم، ولن تحتسب هذه الجرائم في نسب الجرائم التي يرتكبها مواطنون سوريون في تركيا.

يُذكر أن مدن الجنوب التركي شهدت عدة حالات صدام بين سوريين وأتراك في الأشهر الأخيرة، دفعت السلطات التركية لاتخاذ سلسلة إجراءات، منها نقل بعض السوريين من المتسولين أو ممن يسكنون الكراجات والحدائق العامة، إلى المخيمات، قسراً. وقد نسب مراقبون تلك الحوادث إلى حالات التجييش ضد السوريين التي تديرها أحزاب معارضة لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا.

ترك تعليق

التعليق