ويستمر التعفيش.. نازحو المليحة يشترون أثاث منازلهم مرتين

أصيبت أم أحمد بالدهشة عندما وجدت براد بيتها في المليحة معروضاً للبيع في أحد أسواق مدينة جرمانا للأثاث المستعمل، كانت تعلم أن هذا ما يحدث في معظم المناطق بعد دخول قوات النظام إليها، لكنها لم تتوقع أن تجد نفسها في هذا الموقف.

تأملته طويلاً هل هو حقاً ما كان يوماً ملكنا؟، ادخرنا شهراً بعد الآخر لنستطيع دفع أقساطه، نعم هو ذاته، تجيب نفسها فلصاقات بناتها ما زالت عليه، تسأل البائع كم ثمنه فيجيبها: "من الآخر 30 ألف ليرة"، ويشرح لها مواصفاته، هل تضحك ساخرة: "بعرف بس هو بيسوى أكتر من هيك بكتير"، ولا تتردد أم أحمد لحظةً بشرائه، فحسب ما تقول أن أشتري برادي المسروق مرةً ثانية أفضل من أن أشتري أثاث بيت غيري ربما يكون لجيراني أو أحد أهلي.

أم أحمد تركت بيتها منذ ما يقارب الأربعة أشهر على إثر الحملة الأخيرة على المليحة التي انتهت بسيطرة النظام على جزء يسير من البلدة، واستأجرت منزلاً مفروشاً في جرمانا، وانتقلت حديثاً إلى منزلٍ غير مفروش بسبب عجزها عن دفع 25 ألف ليرة في البيت المفروش، لا سيما وأن رحلة نزوحها يبدو أنها ستطول، حسب ما تخبرنا.

عناصر الدفاع الوطني في جرمانا وبغالبيتهم من القادمين أصلاً من أسفل الهرم الاجتماعي، لم يترددوا في سرقة محلات وبيوت ومعامل بيت سحم وشبعا في السابق والآن يعيدون الكرة في المليحة، حيث يقومون بتحميل كل ما يجدونه في طريقهم.

أحد الناشطين من مدينة جرمانا، فضل عدم ذكر اسمه، يقول: ليس أمراً جديداً على الشبيحة مثل هذا الفعل، فحتى حديد البيوت المهدمة هناك من قام بسرقتها، فما يحدث هو أن الجيش والأمن يقومون بسرقة كل ما ارتفع ثمنه وخف وزنه، ومن ثم يقومون بتعهيدها للدفاع الوطني بسعر مقطوع.

ويضيف الناشط هناك من الشبيحة من يقاتل في المليحة وغيرها من المناطق خارج جرمانا رغم قرار مشايخ المدينة بأن من يقتل خارج أراضي جرمانا لن يتم الصلاة على روحه، وهو ما حدث في كثيرٍ من الحالات، وهؤلاء لا يقاتلون من أجل النظام ولا يكفيهم الـ 15 ألف ليرة التي يتقاضونها شهرياً، لذلك بات التعفيش سياسة متبعة للتخلص من أعباء مالية واقعة على كاهل النظام.

جرمانا التي تضم حوالي 600 عنصر من عناصر الدفاع الوطني ربعهم تقريباً يقاتلون إلى جانب النظام خارج المدينة، وعدد كبير منهم يقوم بعمليات التعفيش، في حين يرفض العديد من أهالي المدينة شراء البضائع المسروقة، حسب ما يفيد الناشط، لذلك فإن جزءا كبيرا من المسروقات يذهب لأسواق أخرى مثل المزة 86 والسومرية ولا يتم بيعها كلها في المدينة.

ترك تعليق

التعليق