"داعش" يجني مليون دولار يومياً من بيع النفط والفيديوهات الوحشية تدفع معارضيه للهرب بدلاً من القتال

تحدث الكاتب الأمريكى فريد زكريا فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" عن مدى قوة تنظيم داعش، وقال إنه طرح سؤال حول الأمر على دبلوماسى أوروبى ومسئول أمريكى سابق، وكانت الصورة التى رسمها مقلقة وإن لم تكن بلا أمل، موضحا أن هزيمة التنظيم الإرهابى المتطرف ستتطلب جهودا إستراتيجية كبيرة ومستدامة من الإدارة الأمريكية، فيما لا أنه يمكن أن يتم أيضا بدون عدد كبير من القوات الأمريكية الأرضية.

وأشار زكريا إلى أن الدبلوماسى الأوروبى المتواجد بالشرق الأوسط يسافر من وإلى سوريا وقادر على الوصول إلى النظام والمعارضة السورية، ويتفق الدبلوماسى الذى رفض الكشف عن هويته مع الإجماع بأن داعش حقق مكاسب اقتصادية وعسكرية كبيرة خلال الأشهر الأخيرة، ويقدر أنه يجنى مليون دولار يوميا فى سوريا والعراق من خلال بيع النفط والغاز على الرغم من أن الخبراء الأمريكيين يعتقدون أن هذا الرقم كبيرا جدا فى العراق. وتابع "رغم أن الإستراتيجية العسكرية لداعش وحشية إلا أنها ذكية أيضا، فالتقارير السنوية للتنظيم، والتى أصدرها منذ عام 2012، تحمل تفاصيل أساليبه ونجاحاته العسكرية لمحاولة التأثير إيجابا فى أنصاره، كما أن الفيديوهات التى نشرها عن عمليات الإعدام وحشية، لكنها إستراتيجية أيضا فهدفها زرع الإرهاب فى عقول المعارضين الذين ، فكما أفادت التقارير، يفرون الآن من ساحة المعركة ضد داعش بدلا من أن يقاتلوا".

 وكان الجانب الأكثر خطورة فى داعش، كما يقول الدبلوماسى الأوروبى هو جاذبيتها العقائدية، فهى تجند الشباب السنى المهمش فى سوريا والعراق، والذين يعتقدون أن تحكمهم أنظمة كافرة، ونجحت مناشدة الفخر السنى إلى حد كبير بسبب السياسات الطائفية فى بغداد ودمشق، إلا أن تنامى داعش سببه أيضا الانهيار الأكبر فى المؤسسات العلمانية وحتى المؤسسات والجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين فى الشرق الأوسط.

أما عن كيفية التعامل مع داعش، فيقول المسئول الأمريكى السابق إن داعش ليس بقوة القاعدة فى العراق عندما كانت فى قمة قوتها، وقلل من أهمية تقارير أفادت بأن هناك عناصر من جيش صدام حسين المنحل تقاتل مع داعش، وقال إن الأمريكيين قاتلوا هذا الجيش، وهو ليس بهذه القوة، وأكد انه من الممكن هزيمة داعش إلا أن الأمر سيستغرق إستراتيجية شاملة ومستديمة مثل تلك دعمت زيادة القوات فى العراق.

 وأوضح المسئول أن المهمة الأولى سياسية تتعلق بضغط واشنطن على الحكومة العراقية لتكون شاملة للجميع. ثم إنشاء قوة برية الأكثر قوة وفعالية للقضاء على داعش.

ترك تعليق

التعليق