لماذا يلاحقه المركزي إذاً؟!: بروباغندا "سعر السوق الوهمي"

يبدو أن حالة الانفصال بين البروباغندا الإعلامية لمسؤولي النظام، وبين سياساتهم الواقعية، سمّة لازمة لهم، في مختلف الصعد، ليس فقط العسكرية والسياسية منها، بل أيضاً المالية.

ففي الوقت الذي يلاحق فيه مصرف سوريا المركزي سعر الدولار في السوق، عبر الرفع المتكرر واليومي لسعر الدولار في نشراته الرسمية، سواء في نشرة أسعار العملات الأجنبية، أو في نشراته الرسمية الخاصة بأسعار بيع الدولار للمصارف وشركات الصرافة، ودولار الحوالات....ما يزال مصرف سوريا المركزي، والمطبلون له من مندوبي شركات الصرافة المتعاونين معه، يستخدمون لازمة "سعر السوق الوهمي"، في إشارة إلى سعر الدولار في السوق السوداء.

المصرف الذي رفع سعر دولاره الرسمي 4 ليرات خلال أسبوعين، بعد استقرار لازمه لأشهر، دون أي تبرير، ليرتفع على إثر ذلك سعر الدولار في السوق السوداء، عقد أمس الأول جلسة "تدخل" عرض خلالها شريحة قطع أجنبي قيمتها 20 مليون دولار، لكن أياً من مؤسسات الصرافة التي حضرت الجلسة لم تتقدم بطلب لشراء القطع!

كيف شرح مندوبو هذه المؤسسات ذلك؟...قالوا ببساطة بأن هناك عرض كافٍ من القطع الأجنبي، وأنه لا يوجد طلب حقيقي على الدولار في السوق السوداء، وأن "الارتفاع في سوق صرف القطع الأجنبي وهمي ولا يعتمد على طلب حقيقي".

كيف نفهم هذا التناقض؟...مادام الارتفاع في سعر الدولار في السوق السوداء "وهمي"، كيف نفهم الارتفاع في سعر الدولار الرسمي، الذي هو بقرار إداري من مصرف سوريا المركزي؟

لم يصدر حتى الساعة أي تبرير من جانب المركزي يوضح أسباب قراره رفع سعر الدولار الرسمي بصورة يومية خلال أسبوعين، وكأنه يحث تجار العملة في السوق، حثاً، على رفع سعر الدولار المتواجد بين أيديهم.

لكن وفي نهاية المطاف، تبقى السياسات في وادٍ، والبروباغندا الإعلامية المُتفق عليها في وادٍ آخر...سواء على صعيد السياسة المالية، أو على صعيد السياسات العسكرية والدبلوماسية أو سواها...وقصة جنود النظام الذين تم إعدامهم على أيدي "داعش"، والتي أشاعت صفحات مؤيدة للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم من شباب الشعيطات، ليست عنا ببعيد!، فالانفصال الإعلامي عن الواقع، سمّة سياسات مسؤولي النظام، في مختلف المجالات.

 

ترك تعليق

التعليق