إيران شريك القتل: هل تستطيع أن تكون شريكاً في "الإعمار"؟

وعدت إيران النظام السوري، بالمشاركة مع دولٍ أخرى صديقة، في إعادة الإعمار، في حين رحب رأس النظام بهذا التأكيد الذي جاء على لسان رئيس اللجنة السورية الإيرانية لتنمية العلاقات، رستم قاسمي.

وسبق أن ساهمت إيران بدعم النظام اقتصادياً، حيث وصلت حجم استثماراتها في سوريا قبل الثورة لما يقارب مليار ونصف دولار توزعت على قطاعات الطاقة والإسمنت والصلب والحديد والتنقيب عن النفط والصناعات الغذائية وتجميع السيارات، لكن استثماراتها تعرضت لخسائر فادحة خلال أعوام الثورة، وبسبب تدهور الاقتصاد السوري.

وتعتبر إيران من أهم الداعمين لنظام الأسد، ليس فقط عسكرياً وسياسياً إنما أيضاً اقتصادياً، حيث سبق وفتحت خطوط ائتمان بلغت أربعة مليارات دولار، غالبيتها ذهبت لتغطية حاجات النفط، لكن هل يمكن لشريك النظام في الحرب أن يكون شريكاً في الإعمار؟.

إيران التي تعاني من أزماتٍ اقتصاديةٍ خانقة، ولا تمتلك سيولة كافية لتحركها في الأسواق الأخرى، تبدو وكأنها تقود بروبغندا إعلامية تريد التأكيد على بقاء النظام، عبر الحديث عن إعادة الإعمار، لكن هذا الأمر لن يكون حقيقياً حسب ما يشير خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه، ويضيف بأن الحديث عن إعادة الإعمار ومن سيساهم فيه يحدده المنتصر، والنظام يحاول أن يتحدث عن إعادة الإعمار لنشر ثقافة "خلصت" وأنه قادر على التعاقد من أجل إعادة الإعمار، وأنه بدأ يفكر في المرحلة التالية.

أما لناحية إيران وقدرتها على الاستثمار من أجل إعادة الإعمار فينوه الخبير إلى أن لإيران أموالاً لا تستطيع تحريكها بفعل العقوبات الدولية على نظام الملالي، "100 مليار دولار"، ولديها مشاكل اقتصادية كبيرة وطبقة من الفقراء الذين رفعت عنهم الكثير من الدعم في الفترة الماضية، علاوةً عن معدلات التضخم والبطالة، كل ذلك يجعلها عاجزة عن الدخول في الاستثمار لإعادة الإعمار، لا سيما أنها أموال لن تستردها بسهولة، وبالتالي الإعمار الذي تذهب تقديرات فاتورته أنها تصل إلى 200 مليار دولار يحتاج إلى دول أقوى مالياً من إيران، مثل الصين، لكنها حكماً لن تجازف، لأن هذا النوع من الديون من الصعب استرداده بسهولة.

وحول إمكانية أن يلجأ النظام إلى البدء بإعمار المناطق التي دخلت في هدن ومصالحات معه، يؤكد الخبير نفيه لهذا الأمر لأنه أيضاً سيكون نوع من المجازفة، لأنه لا يوجد استقرار، والنظام لم يفرض سيطرته على أي من المناطق المهادنة بشكلٍ كامل.

وينوه الخبير الاقتصادي إلى أن إعادة الإعمار تحتاج لجهد دولي ولا يمكن لدولة أو اثنتين القيام بذلك، وليس من أصدقاء النظام أحد لديه القدرة على دفع هذه الفاتور.

ترك تعليق

التعليق