العمالة السورية في لبنان تدفع الثمن مرتين

زادت معاناة الشباب السوري النازح إلى لبنان بعد أحداث عرسال، وما رافقها من تداعياتٍ كان آخرها قيام داعش بقتل أحد عناصر الجيش اللبناني "عباس مدلج" المحتجز لديها.

ويدفع الشباب السوري في كل لبنان اليوم ثمناً آخر فبعد رحلة النزوح، أو الهرب من الخدمة العسكرية، ها هم يدفعون ثمن ما ترتكبه داعش والنصرة.

سوء أحوال هؤلاء الشباب ليست بجديدة لكن من كان لديه عمل قبل أحداث عرسال فقده اليوم، والسبب أنه سوري، وهذا حال عامر الشاب الذي أتى إلى لبنان هارباً من خدمة العلم، وبعد أن وجد عملاً قبل نحو شهرين تم الاستغناء عن خدماته حيث يقول: عملت في أحد المطاعم في بيروت، بأجرٍ بخس لا يتعدى 600 دولار شهرياً لا تكفي إلا لعيش الكفاف، لكن لم يكن لدي خيارات أخرى، ومع اشتداد أحداث عرسال بدأ صاحب المطعم بالتضييق علي، ومن ثم أبلغني أنه لم يعد يريد عمالةً سوريةً في مطعمه.

ويضيف عامر أنه حتى لو سمح له صاحب المطعم بالبقاء فإن منع تجول السوريين بعد الساعة السابعة مساءً في شوارع لبنان لن يسمح له بالعمل.

وإلى جانب الطرد من العمل يتعرض العامل السوري للابتزاز والاستغلال في لبنان، دون أي رقيبٍ أو حامي لحقوقه، ولا يستطيع أن يعترض لأن التهمة باتت جاهزة أنه "داعشي" كما هو حال أحمد الذي لا يستطيع أن يطالب بأجر عمله في دهان أحد البيوت لأن صاحبها لا يريد أن يعطيه شيئاً، وفي النهاية قال له أنت داعشي وليس لك عندي أي شيء.

أحمد يعيل أمه وأخوته الخمسة، يقطن في بيتٍ أجاره الشهري 400 دولار، وكل من يعمل معهم لا يعطونه أي أجرٍ حتى انتهاء العمل، ما يجعله عرضةً للاستغلال.

ولم تتوقف التعديات على حقوق السوريين فقط عند هذا الحد وإنما أيضاً تعدت ذلك إلى حد إخراجهم من البيوت التي يقطنوها بحجة مداهمة الأمن لها، حسب ما يقول وليد أحد الشباب الستة القاطنين في غرفةٍ واحدة ومنهم الهارب من الجيش ومنهم اللاجئ، حيث استيقظوا صباحاً على طرق باب صاحب البيت ليخبرهم أن الأمن العام سيداهم البيوت وسيعتقل كل السوريين المتواجدين في المنطقة، وما كان من الشباب إلا أن خرجوا من المنزل وهم اليوم لا يجدون مأوى.

بعض المناطق مثل "الشويفات" منعت استمرار تأجير السوريين، وفي مناطق أخرى لم يعد أصحاب البيوت يقبلون إلا بتأجير العائلات، ومع دفعٍ مسبق لثلاثة أشهر، ومناطق أخرى بدأت تمشط البيوت من السوريين، فحتى القاطنون تريد إخراجهم.

هذا ما جنته النصرة وداعش على السوريين إذاً، حيث وجدت العنصرية اللبنانية تجاه السوريين مبررها لرفضهم والتضييق عليهم، والحجة جاهزة بأن السوريين متطرفون وداعشيون.

ترك تعليق

التعليق