وسط ارتفاع في فاتورة اللوازم المدرسية بنسبة 400%: عائلات دمشق تستعد للعام الدراسي

بدأ أهالي مدينة دمشق التحضير للعام الدراسي الجديد مع ارتفاع في تكاليف اللوازم المدرسية بنسبة وصلت إلى 400% في أسواق العاصمة، حيث أضحت فاتورة التعليم باهظة جداً على دخل المواطن السوري، فشراء المستلزمات المدرسية الأساسية من القرطاسية إلى الكتب المدرسية ستضاهي هذا العام راتب الموظف الشهري وربما أكثر، وبالتالي فإن إرسال الأطفال إلى المدارس بات يشكل عبئاً مالياً على الأسر السورية التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية سببها ارتفاع في أسعار مختلف المواد وثبات في المدخول مستمر منذ عام 2011.

"وصل سعر الحقيبة المدرسية إلى 4000 ل.س" بهذه الكلمات عبّر بسام وهو أب لولدين عن وضع أسعار المستلزمات المدرسية في أسواق دمشق، مشيراً إلى أن شراء حقيبتين لطفليه سيكلفه 8000 ل.س أي ما يعادل نصف مرتبه الشهري البالغ 16000 ل.س.

وبالتالي فإن حسبة بسيطة قام بها بسام بينت أنّه سيضطر إلى الاستدانة هذا الشهر كي يغطي نفقات دخول طفليه إلى المدرسة، على اعتبار أن سعر الدفتر المدرسي يتراوح بين 200 إلى 300 ل.س حسب نوعه، في حين أن الكتب المدرسية وصلت تكلفتها إلى 3000 ل.س، أما اللباس المدرسي فيتراوح ثمنه بين 3000 إلى 4000 ل.س.

ومن جانبه، أوضح منذر وهو أب لطفل واحد بأن هناك تفاوتاً في الأسعار في أسواق مدينة دمشق بالنسبة للمستلزمات المدرسية، وإن كان القاسم المشترك بين كل تلك الأسواق هو غلاء ثمن المواد المتعلقة بالمدرسة.

وأوضح بأن سعر الحقيبة المدرسية يتراوح في بعض الأسواق بين 2500 إلى 3500 ل.س، في حين يصل ثمنها في أسواق أخرى إلى 6000 ل.س، وهو ما يسري أيضاً على اللباس المدرسي الذي يباع في الحريقة بـ 4000 ل.س، في حين وصل سعره في أسواق أخرى كالشعلان إلى 7000 ل.س.

ولعل موضوع ارتفاع الأسعار وصل أيضاً إلى الأقلام حيث يتراوح سعر القلم بين 300 إلى 500 ل.س حسب نوعه، في حين أنّ الحذاء المدرسي تراوح سعره أيضاً بين 2500 إلى 5000 ل.س.

بالتالي فإن تكلفة دخول طفل واحد للمدرسة هذا العام ستصل وبشكل تقريبي إلى حوالي 12000 ل.س في حال قامت الأسرة بتقنين المستلزمات قدر المستطاع.

وفي هذا الإطار أشار خبير اقتصادي معارض بأن شهر أيلول يأتي كل عام قاسياً على الأسرة السورية لاسيما في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد، مبيناً أن هذا الشهر يحمل معه الكثير من المستحقات المالية سواء بالنسبة للمؤونة أو التحضير للمدارس بالإضافة إلى أنه الشهر الذي تسعى فيه الأسرة لتعبئة المازوت.

ولم يستغرب المصدر بأن الواقع الاقتصادي المتردي في دمشق والذي أنهك الأسرة، سيؤدي إلى عزوف الكثير من العائلات عن إرسال أطفالها للمدارس على اعتبار أنه يشكل عبئاً يفوق قدرتها المادية هذا من ناحية، وبسبب الأوضاع الأمنية المتردية في العاصمة من ناحية ثانية.

يُذكر أن وزارة التربية التابعة لحكومة النظام حددت يوم 15 أيلول القادم موعداً لبدء العام الدراسي الجديد.

ترك تعليق

التعليق