تحليل: نظام الأسد قد يحصّل 150 ألف دولار أمريكي يومياً من كفالات أذون السفر

تختلف قراءات المراقبين حول غاية النظام من قراره الأخير الخاص بمنع سفر الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 – 42 سنة، قبل الحصول على إذن سفر مسبق، ودفع كفالة مقدارها 300 دولار أمريكي.

فبينما يعتقد البعض أن النظام يعتزم تطبيق مرسوم "التعبئة العامة" وحشد الاحتياط، حتى ممن أدوا الخدمة الإلزامية، لدعم مقاتلييه على الجبهات المختلفة بعد انسحاب مقاتلي بعض الميليشيات الشيعية الداعمة له إلى العراق لمواجهة "داعش"، يعتقد آخرون أن غاية النظام الرئيسية من قراره المذكور أعلاه هو تحصيل المزيد من الأموال.

وبلغة الأرقام، فإن عدد الجوازات الصادرة عن فرع دمشق، حسب تصريحات سابقة لمسؤولين في الداخلية، تتراوح بين 1000 وحتى 7 آلاف جواز سفر، يومياً.

وإذا افترضنا، أن نصف المتقدمين للحصول على جواز سفر، هم ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاماً، بناء على توازنات الفئات العمرية في المجتمع السوري (أكثر من 51% شباب)، فهذا يعني أن ما يتراوح بين 500 وحتى 3500 جواز سفر تصدر يومياً عن فرع جوازات العاصمة، وحدها، لصالح شباب ممن عليهم دفع الكفالة الخاصة بإذن السفر، في حال اعتزموا مغادرة البلاد.

وكانت تصريحات لمسؤولين تحدثت عن إصدار فرع جوازات إدلب، أكثر من 1000 جواز سفر، خلال أسبوع.

فإذا تجاهلنا فروع الجوازات الأخرى في المحافظات، وأسّسنا حساباتنا على فرع جوازات العاصمة، واعتمدنا الرقم الأصغر (500 جواز سفر يومياً لصالح شباب)، فهذا يعني أن لدينا 500 شاب، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 وحتى 42 عاماً، يعتزمون السفر خارج سوريا، أو يضعون هذه النيّة في حسبانهم على الأقل، لذلك يسعون لاستصدار جواز سفر.

ما سبق يعني أن كفالات أذون السفر في دمشق وحدها، قد تصل يومياً إلى 150 ألف دولار أمريكي.

هذه المبالغ، حسب وسائل إعلام، ستُدفع في المصرف العقاري، بالدولار، أو ما يقابله بالليرة السورية. مما يعني أن هذه المبالغ ستصب في نهاية المطاف في خزينة مصرف سوريا المركزي، إلا إن كان نظام الأسد يعتزم استخدامها لتمويل غايات محددة.

وهكذا يؤسس نظام الأسد مصدراً جديداً من مصادر دعم خزينة المركزي لصالح تمويل عملياته الحربية، وتمويل المؤسسات الحكومية الخاضعة لسيطرته.


 

ترك تعليق

التعليق