شبيحة الأسد يحتكرون المحروقات في حماه ويجبرون أهلها على بيع مخصصاتهم قسراً

ترتفع اليوم أسعار الوقود في الأسواق السوداء بسوريا وينجم ذلك، بصورة رئيسية، عن احتكار قوات النظام وشبيحته وميليشاته التابعة له من قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية لتلك المواد ولتجارتها، لتتحكم بشكل كامل بأسعار لتر الوقود بأنواعه، البنزين والمازوت، نظراً للطلب الدائم عليها.

فقد أفاد الناشط أبو عمر -ناشط ميداني بحماة- في حديث لـ "اقتصاد" عن قيام الشبيحة بشراء مادتي المازوت والبنزين بالقوة من محطات الوقود وسرقة مخصصات الأهالي وشرائها، في بعض الأحيان، بأسعار زهيدة تحت تهديد السلاح والاعتقال بهدف تخزينها، ومن ثم بيعها بأسعار مضاعفة تصل إلى 100% وأكثر في بعض الأحيان، مستغلين في ذلك حاجة الأهالي لمادتي البنزين للسيارات والعمل في التجارة والتنقل إضافة إلى حاجة الأهالي لمادة المازوت للتدفئة وخاصة مع إقبال فصل الخريف والشتاء.

وأضاف أبو عمر بأن عمليات النقل تتم بتعاون الشبيحة مع حواجز النظام عبر دفع رشاوي ومبالغ مادية لتلك الحواجز لتسهيل عمليات النقل دون التفتيش أو السؤال عن مصدرها ووجهتها.

وتحدث أبو كريم -أب لعائلة في حماة- بأن أحد شبيحة النظام قام بإجباره، على أحد الحواجز المتواجدة قرب منزله، على بيع مخصصاته من مادة المازوت بـ2000 ل.س، علماً أن سعرها الحقيقي يساوي 13000 ليرة سورية لـ 200 لتر، وهي الكمية المخصصة لكل عائلة في حماة في فصل الشتاء بقرار من النظام، ليبلغ سعر اللتر الواحد من الدولة 65 ل.س. ومع حلول الشتاء اضطر أبو كريم إلى شراء المازوت من السوق السوداء التي يسيطر على أسعارها شبيحة النظام بمبلغ 135 ل.س لكل لتر ما يساوي ضعف سعرها الأصلي. وأكمل أبو كريم إفادته بأن عشرات العائلات بحماة تعرضت للإجبار من قوات النظام وشبيحته على بيع مخصصاتها من المازوت لإتاحة احتكارها من قبل طبقة تجار الشبيحة وبيعها بالأسعار التي يريدونها والتي تزداد قيمتها مع ازدياد الطلب عليها.

كما أن أحد كبار شبيحة النظام عمل مؤخراً على استئجار إحدى محطات الوقود داخل مدينة حماة "عنوةً" لتصبح هذه الكازية تحت إمرته وشبيحته ليسيطر ويتحكم بمخصصات هذه المحطة ويمنع المدنيين من التعبئة منها إلا بأسعار يحددها هو، بالإضافة إلى تهريب مخصصاتها إلى خارج المدينة بأسعار باهظة جداً.

ومع اقتراب حلول فصل الشتاء، تستمر معاناة أهالي مدينة حماة مع مادة المازوت التي تستخدم بالتدفئة بشكل رئيسي خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 15 ساعة بشكل يومي، لتصبح مادة المازوت إحدى رفاهيات الشعب السوري، وبمثابة الحلم للبعض منهم.

ترك تعليق

التعليق